تظل معاناة المستهلك المواطن والمقيم دائمة من ارتفاع الأسعار واختلافها من مكان لآخر، في أماكن البيع والتسوق من متاجر ومراكز متخصصة، وازدادت الأسعار شراسة خلال الأسبوعين الماضيين ومرشحة للزيادة خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر شعبان استعدادا للشهر الفضيل رمضان المبارك. أسعار متفاوتة وغلاء بإصرار في ظل تواضع عين الرقيب الذي لا يحرك ساكنا. ذلك أن آلية الرقابة على الأسعار وللأسف الشديد أقرب إلى الروتين منها للعمل الجاد المنظم الذي يستشعر أهميته من أهمية المهمة المنوطة به وهي حماية المستهلك والحفاظ على حقوقه وحقوق أبنائه التي تذهب في العادة إلى أيدي تجار جشعين لا يكتفون بالمعقول من الأرباح فيبنون إمبراطورياتهم المالية على حساب المستهلك البسيط الذي يجمع الهللة فوق أختها ليدخر ما يقيه ويقي أبناءه وأسرته نوائب الزمان. فالمراقب المكلف يكتفي بمجرد مرور عاجل على المحلات التجارية ولا يكلف نفسه النظر إلى أسعار السلع الأساسية الواضح ارتفاعها لكل ذي عين وبصيرة. في هذه الأيام حضيت المواد الغذائية المشهورة باستهلاكها في رمضان بنصيب الأسد من موجة ارتفاع الأسعار إلى جانب مواد أخرى لها طلب دائم مثل الرز والسكر والشاي والزيوت ومواد الحليب والأجبان، والغريب أن الجشع هذه المرة كان بدون سابق تنسيق واتفاق بين الجشعين كما جرت العادة، فالأسعار تختلف من متجر لآخر لا يبعدان عن بعضهما سوى مترات قليلة، في حين أن معظم المستهلكين هم من شجع التجار على التلاعب بالأسعار نتيجة عدم حرصهم على مراجعة الأسعار قبل الشراء وقد يكون ذلك نتيجة عشم المستهلك في الجهات المعنية وثقته بقدرتها على ضبط الأسعار وأن أحدا لن يجرؤ على زيادة هللة واحدة، وهذه ثقافة كانت سائدة في فترة من الفترات ولم يعد لها وجود بسبب تمادي التجار في المغالاة واستمرار غياب الرقابة الفاعلة. المشكلة يتحملها ابتداء التجار الكبار ومن بعدهم مراكز التوزيع والمحلات الكبرى وكل منهم له أسلوبه الخاص في التعامل مع العملاء. مثلا أسواق المواد الغذائية في الرياض السوق الكبير عشرات المحلات واختلاف الأسعار والتناقض في ذلك وتأتي المجمعات التجارية الكبرى في تخفيضات غير معقولة وبأسعار رائعة ولكن هل هناك اختلاف في تاريخ الصنع أو الجودة أو بيع الجملة يختلف عن التجزئة. معاناة أزعجت الكثير خصوصا أنها تزامنت مع مصاريف الإجازة الصيفية وقرب رمضان والعيد. كل عام وأنتم بخير.. أيام قليلة ويهل علينا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع باليمن والمسرات.