قفزت أسعار معظم المواد الغذائية، في معظم مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، مع دخول شهر رمضان المبارك، على نحو أدى إلى تذمر الكثير من الأهالي. هذه الارتفاعات في الأسعار، التي يصفها الأهالي بالاستغلالية، تزامنت مع موسم الشهر الفضيل، مع يرافق ذلك من إقبال على شراء مختلف الأصناف من المأكولات ومستلزماتها. ويقول ضيف الله العبيد، أحد سكان محافظة الجبيل، إنه اضطر إلى شراء العديد من أصناف الأطعمة الرمضانية لأسرته من المتاجر الكبرى في الدمام، بسبب وجود الكثير من المتاجر التي تبيع بالجملة وبأسعار معقولة؛ وذلك هروباً من الارتفاعات" الجنونية" لأسعار المواد الغذائية التي تشهدها أسواق الجبيل منذ فترة وتضاعفها هذه الأيام بشكل ملحوظ. وأشار العبيد إلى أن هذه الارتفاعات طالت أيضاً أسعار المواشي؛ فما زالت أسعارها مرتفعة جداً، مقارنة بفترة ما قبل دخول الشهر الفضيل. ويرى محمد الزهراني أن جشع التجار سبب أساسي لارتفاعات الأسعار؛ والضحية بطبيعة الحال هو المواطن، خاصة ذوي الدخل المحدود، متسائلاً عن كيفية مواجهة هذا "الإعصار" الذي أجبر الكثير من المواطنين على التخلي عن شراء الكثير من المواد، بما فيها الأصناف الأساسية. وأضاف الزهراني أن ذلك خلق معاناة حقيقية لكثير من الأسر؛ بسبب ارتفاع الأسعار الذي لا يزال في تزايد إن لم يضع له المسؤولون في الدولة حلاً، وقبل أن يتفاقم الضرر المواطنين بشكل أكبر . ويعتقد أحمد العتيبي أن الأمر تجاوز حده المعقول، خاصة مع بداية الشهر الفضيل وما سبقها من ارتفاع كبير في الأسعار، لدرجة بدأ يأخذ منحى تصاعدياً حتى وصل اليوم إلى درجة أثقلت كاهل الأهالي وتسببت في تراكم الديون على البعض. وناشد العتيبي وزارة التجارة أن تقف مع المواطنين وتلزم التجار بخفض الأسعار، لا أن تسعى الوزارة في إصدار البيانات التي تبرر هذه الارتفاعات لصالح التجار. في حين يؤكد علي محمد أن أصوات المواطنين التي تطالب بالتدخل من الجهات المسؤولة والرقابية لخفض الأسعار، لم تجد آذاناً صاغية حتى الآن، وهو ما دفع الكثير من التجار وموردي البضائع الغذائية والتجارية إلى التلاعب بهذه الارتفاعات. ويصف عبيد الدغيم (من أهالي النعيرية)، ويتردد دائما على الدمام، ارتفاع الأسعار بالمرض الذي بدأ يفتك في معظم المحلات التجارية ويلحق أضراراً نفسية ومادية انعكست سلباً على المواطنين؛ وذلك في الوقت الذي تبقى فيه الكثير من الأسر على معاشات التقاعد الضئيلة وقال: "سئمنا سماع تأثر سوقنا بالأسعار الدولية بسبب متغيرات الطلب والإنتاج، ونطالب بحلول عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة الموسمية التي مصدرها جشع التجار فقط".