قال الشاعر الحكيم: وليس كثيرا ألف خل وصاحب وإن عدوا واحدا لكثير! وقد صدق الشاعر في قوله لأن كثرة الأخلاء والأصدقاء من الأمور المريحة التي قد لا تكلف صاحبها سوى القليل من حسن التعامل وبذل المودة والكلمة الطيبة والتبسم في وجوه الناس وكسب قلوبهم، وكل ذلك يعني زيادة في الحسنات وفي أعداد الخلان والأصحاب، أما إن كان للإنسان عدو واحد فإنه كثير عليه ذلك العدو الواحد لأنه يظل يشغله ويجعله متحفزا ضده متوقعا منه الشر والأذى، فيما أن ألف صديق وخل ليس بكثير لأنهم لا يحملون صاحبهم ما لا طاقة له به فلا مؤونة ثقيلة لتلك الصداقة إذا ما قورنت بالمؤونة الناتجة عن العداوة وهي مؤونة مادية ومعنوية ونفسية وفكرية، وعليه فإن الإنسان السوي هو الذي يحاول بناء صداقات جديدة ويبدي قدرا كبيرا من التفهم والتجاوز لأخطاء من حوله حتى لا يخسر أحدا فيحوله من صديق إلى عدو، ويبني تعامله مع جميع من حوله وفق النظرية التي وضعها الشاعر العباسي بشار بن برد عندما قال: إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا أو صن أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه أما الإنسان الأهوج غير السوي فإنه يظل طول حياته يقوم بتصرفات تكثر من أعدائه وتجعله أحاديث بين الخلق فإن تبنى إقامة نشاط تجاري أو اقتصادي صنع حوله زوبعة وأقاويل ودخل في تحديات لا مبرر لها مع أطراف أخرى حتى يقال عنه إنه إنسان قوي الشكيمة صلب الإرادة إذا قال فعل، مع أن غيره قد نفذوا نشاطا مماثلا ولكن نشاطهم يتم بهدوء مثمر وبلا جعجعة أو خيلاء وبلا كسب لمزيد من الأعداء، لأنهم عقلاء يعلمون أن من الحصافة والفطنة ألا يكثر الإنسان من أعدائه وألا يجعل علاقاته متوترة مع من حوله وألا يقوده غروره إلى معارك سخيفة لا طائل من ورائها ولا ينتج عنها إلا التشويش على من افتعلها واعتباره إنسانا غير سوي وإن زين له بعض من يحيط به معاركه التي ليس لها رأس ولا ذنب. ولله في خلقه شؤون! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة