أنهت سوق الأسهم تداولاتها أمس بانخفاض طفيف قدره 9.5 نقطة تقريبا عند نقطة 5769 نقطة، بعد أن عجزت عن البقاء في آخر فترات التداول فوق نقطة مقاومة 5777، وكذلك النقطة التي تلتها عند 5787 نقطة. وقد وضح في تداولات الأمس شح السيولة المتداولة، وبالتالي انخفاض حدة التذبذب، فيما شهدت السوق ارتفاع سهم واحد بالنسبة القصوى وهو سهم «الأهلي تكافل». واستمرت سيطرة سهم «سابك» على معظم قيم السيولة المتداولة، حيث حقق سهمها قيمة تعاملات بلغت 599.335.000 ريال، توزعت على عدد 8.537.990 سهم، ومقارنة بإجمالي قيم التداول التي بلغت أمس 2.858.309.716 ريالا نلاحظ أن نسبة تداول سهم «سابك» استحوذ على نسبة 21 في المائة من مجموع هذه التداولات، فيما توزعت النسبة الباقية على بقية أسهم شركات السوق. وشهدت التداولات أيضا انخفاضا طفيفا في سهم «أنابيب السعودية» الذي تم إدراجه أمس الأول وأقفل عند سعر 33.2 ريالا منخفضا بنسبة 0.2 في المائة. استقرار سعر سهم «سابك» نتج عنه استقرار نسبي لمؤشر السوق بشكل عام لكنه لايشكل وضعا بملامح واضحة، حيث أن تناقص قيم التداولات يشكل قلقا نسبيا في اتجاهات السوق المقبلة ويعيق تحركها للأعلى، وسط غياب للمحفزات الحقيقية التي يمكن أن تبدل الحالة النفسية المتشائمة والتي تعكسها حركة التعاملات في السوق. وعلى صعيد أخبار النفط، فلا زالت أسعاره تراوح مكانها بين 70 71 دولارا وذلك وسط انخفاض مفاجئ في المخزونات الأمريكية التي جاءت عكس التوقعات، وفي المقابل فإن هناك مخاوف من استمرار ارتفاع أسعار النفط وذلك لكونه قد يعوق نمو الاقتصاد العالمي كما جاء في صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، فتيح بيرول قوله: إن صعود أسعار النفط وبقاءها فوق مستوى 70 دولارا للبرميل، قد يحول دون انتعاش الاقتصاد العالمي من حالة الركود التي يمر بها. وقال بيرول، في مقابلة مع الصحيفة «إذا اتخذنا واحدة للأمام.. ورأينا المزيد من الارتفاع، فقد يتسبب ذلك في إبطاء وخنق الانتعاش الاقتصادي». وشهد الجمعة الماضي عودة سعر برميل الخام الأمريكي إلى مستوى 70 دولارا، والاثنين تجاوز سعر 73.75 دولار في الأسواق الأوروبية، وهو الأعلى هذا العام، مدفوعا ببيانات الصناعة الصادرة من الصين، وتلك المتعلقة بقطاع البناء في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن الناحية الفنية، فقد جاءت تداولات الأربعاء بصورة غلب عليها طابع التشاؤم والخوف والحذر، إلا أن استقرار سعر سهم «سابك» وعدم كسره لسعر 69 ريالا حافظ نسبيا على استقرار أوضاع السوق، وقد يأتي هذا الوضع نتيجة تدفق إدراج العديد من الأسهم في أوقات متقاربة وسط شح قيم السيولة المتداولة، إلى جانب غياب الأخبار الإيجابية أو البيانات الاقتصادية التي من شأنها أن تعيد حيوية التداولات. لذا فإن الوضع لا يزال يسير باتجاه عرضي ومائل نسبيا للسلبية، خاصة إذا ما كسرت بعض نقاط الدعم المهمة في تداولات يوم السبت المقبل. ومن أبرز نقاط الدعم التي يجب مراقبتها، هي نقطة 5766 وكسرها سيؤدي بالمؤشر إلى اختبار نقطة دعم عند 5715، حيث إنها يمكن أن تعتبر نقطة الدعم الرئيسية لتداولات السبت، كذلك من المهم أن نشهد ارتفاع قيم التداول حتى يمكن أن يقوم المؤشر باختبار مقاومات أخرى لاتزال مهمة جدا وهي 5795 ومن ثم مقاومة 5800 ثم 5808، والأخيرة تعتبر أيضا نقطة مقاومة رئيسية، حيث يشكل الإغلاق عندها أو بالقرب منها مؤشر تحول إيجابي للتداولات لبقية أيام الاسبوع المقبل إن شاء الله. بشكل عام الوضع على إقفال أمس الأربعاء لايشكل قلقا كبيرا إلا إذا تم كسر نقطة الدعم الأولى الواقعة عند 5766 وبقي التداول دونها، فعندئذ فإن الأمور ربما تزداد تعقيدا. لكن وضع المؤشرات الفنية لايوحي بحدوث مثل هذا الوضع وإنما لايزال في وضع حيرة.