ساد التفاؤل مجددا مع إغلاق الأربعاء بعدما واجهت سوق الأسهم السعودية ساعات قلقلة بانتهاء اليوم الذي سبقه، حيث انهالت عروض البيع وتذبذب المؤشر في صراع واضح ما بين البائعين والمشترين رجحت فيه كفة البائعين، وانعكس هذا الوضع سلبا مع تداولات الأربعاء وهبط فيها المؤشر في أول ساعات التداول مع هبوط أسعار القياديات، حيث كسر سعر سهم سابك حاجز 80 ريالا وهبط إلى سعر 78.25 ريال، وكذلك سهم الاتصالات السعودية الذي كسر حاجز 50 ريالا، لكنه سرعان ما ارتد وأقفل فوق 50 ريالا. وعاد هذا التفاؤل بعد الأخبار الإيجابية لنتائج البنوك وتمكن عدد منها من تحقيق أرباح تفوق الأرباح المماثلة من العام الماضي رغم حالة القلق التي كانت تسود هذا القطاع. وهذا الوضع انعكس على سهم الراجحي، خصوصا بعد الارتفاع القوي في البورصات الأوروبية التي نشطت بالأرباح القوية التي حققها بنك جيه. بي. مورجان والتي عززت من معنويات السوق، وكان أكبر الرابحين أسهم قطاعي البنوك والسلع الأولية. وتوازى ذلك المناخ التفاؤلي مع ارتفاع أسعار النفط للعقود الآجلة والمستقبلية وقفز إلى سعر 75 دولارا مستهدفا الوصول إلى سعر 77 دولارا للبرميل. ورغم حالة الضعف القوية للدولار الأمريكي، إلا أن البورصات الأمريكية وعلى رأسها داو جونز اخترق مؤشرها حاجز عشرة آلاف نقطة متأثرة بالمناخ المتفائل الذي يسود الأسواق العالمية. وساهمت هذه العوامل في انتشال السوق من حالة التذبذب والتشاؤم الذي يعتريها ودخلت سيولة متزايدة في عملية انتقائية للأسهم القيادية أو الأسهم التي تمتاز بأنها من القطاعات الدفاعية مثل قطاع الأغذية والزراعة والصناعات الدوائية، إضافة إلى أسهم الدخل التي تميزت بتوزيعات ثابتة في الفترات الماضية ولم يخل ذلك الوضع من قيام المستثمرين بتوزيع استثماراتهم على أسهم النمو التي يتوقع أن تنمو مستقبلا وتحقق أرباحا قوية، خاصة تلك التي تقترب من أسعار القيمة الاسمية لها. ويعتبر الإغلاق فوق نقطة المقاومة التي اخترقها المؤشر وسط تداولات الأسبوع وهي نقطة 6350 وكذلك نقطة 6420 استمرارا للإيجابية التي سار عليها أداء السوق منذ عودتها إلى مجال الستة آلاف نقطة، والإغلاق الذي جاء أيضا كإغلاق أسبوعي عند نقطة 6450 نقطة تقريبا يعبر بوضوح عزم المؤشر على اختبار مقاومات أخرى تبدأ من 4467 تليها نقطة 4488 نقطة وحتى 6528 كمقاومة مستهدفة يتقرر على ضوئها استمرار الوصول للهدف الواقع بين نقطة 6980 إلى 7398 نقطة. ولا شك أن استمرار الحالة الإيجابية مرهون بعدد من العوامل أهمها مواكبة نتائج الشركات القيادية الأبرز في السوق مثل سابك والراجحي والاتصالات السعودية ويضاف إليها مصرف الإنماء وشركات الاتصالات مثل موبايلي وزين والتي تشكل نسبة 7 في المائة تقريبا من القيمة السوقية للمؤشر ككل، مع العلم أن سابك مازالت تسيطر على القيمة السوقية الأكبر في السوق والتي تبلغ 19.29 في المائة يليها مصرف الراجحي بقيمة وزنية 9.40 في المائة. والخلاصة أن هناك نقاط دعم ينبغي مراقبتها جيدا تبدأ من نقطة 6419 تليها نقطة دعم 6405 فنقطة 6395 كنقطة دعم أخيرة تعتبر حاجزا ومحورا لاتخاذ قرار إيقاف الخسارة في حالة كسرها والإغلاق دونها. ووفقا للإغلاق الأسبوعي، فإننا نتوقع بإذن الله أن يخترق المؤشر نقطة مقاومة 6530 وينطلق إلى مستوى6670 نقطة إذا لم يتم كسر نقطة 6390 والإغلاق دونها.