أصبحت حفلة توقيع الكتب والإصدارات عادة يحرص عليها الكتاب والكاتبات ومناسبة تقرب المؤلف من الجمهور، كما أنها وسيلة من وسائل الاتصال بينهما لمعرفة الكثير من تفاصيل العمل ومعرفة ردود الفعل عن قرب، أما ما تقدمه للكاتبات والكتاب فقد تحدث إلينا في البداية الكاتب والقاص عبده خال الذي يستعد لتوقيع روايته «ترمي بشرر للمرة الثانية» قائلا: رغم أننا حديثي العهد بالدخول إلى تجربة حفلات التوقيع، فهي ما زالت تفتقد إلى كثير من صناعة هذه الفعالية الثقافية، حيث يعتبر حفل التوقيع تدشينا للدخول إلى سوق البيع والإعلام والإعلان وحتى المجتمع.. ولكن بالرغم من كل النواقص في حفلات تواقيعنا إضافة إلى طابع الارتجال والبساطة، إلا أنني أرى أنها نافذة جديدة من نوافذ وصول الكاتب وكتابه إلى القارئ بدون حجاب، وكم من قارئ صادف حفل توقيع وانضم إلى الحاضرين فكانت علاقته مع الكتاب أعمق. وكم من قارئ جاءك إلى حفلة توقيع واكتشف من آرائه أنه أكثر دراية من كثير من الذين يكتبون عنك وعن غيرك في الصحف والمجلات والدوريات الأدبية، إضافة إلى خصوصية تقدمها لنا حفلة التوقيع وهي إقامة عرس ثقافي للكاتبات والكتاب وأصدقائهم؛ لأننا في هذا الزمن لا نلتقي كثيرا. انا مع حفلات التوقيع وهي كما قلت سابقا عرسا ثقافيا ولو كان المدعوون غير كثيرين. وحول العلاقة بين المؤلف والقارئ وما تكرسه تواقيع الإصدارات من علاقة بينهما تحدث القاص مطلق البلوي مؤلف رواية «لا أحد في تبوك» والذي سيكون توقيعه لروايته الأربعاء القادم قائلا: حفلة التواقيع هي وسيلة من وسائل الاتصال بين المؤلف والقارئ والاحتكاك عن قرب والتعرف على بعضهما لمعرفة الكثير من تفاصيل العمل، أو أخذ ردود الفعل بالنسبة للمؤلف من جمهوره عن قرب، كما أنها فرصة للتواصل مع المثقفين من مناطق أخرى، ودور النشر الداخلية لمعرفة أو إمكانية التواصل معهم ورؤية الإصدارات الجديدة، وما معرض الناشر السعودي إلا امتدادا لمعرض الرياض السابق، والذي يتيح لنا كسعوديين مؤلفين ومؤلفات وكذلك قراء أن نلتقي وأن تجمعنا مثل هذه المعارض التي هي رافد من روافد المعرفة ونشر الثقافة، كما أكد أنه يسعى لتجهيز الطبعة الثانية من روايته «لا أحد في تبوك» بعد نفادها في معرض الرياض. أما حمد المبارك مؤلف كتاب «كيف تصبح إرهابيا؟» فقد كان له رأيا مغايرا حول بعض من المؤلفين في حفلة التواقيع، فقال: أصبح البعض يقدم للقارئ أو يستجدي القارئ بالورود والهدايا والشوكلاتة لجذب زوار المعرض إلى نتاجه الثقافي، وهذا بحد ذاته قد ينعكس سلبا على ما يقدمه، فالكثير من القراء يعون ويعرفون الكثير من الإصدارات ويميزون الغث من السمين، أما استجداؤهم بالهدايا والشكولاتة فقد صرفت حفلة التواقيع عن مبتغاها، وعن ما قد تحدثه من حوارات ونقاشات بعيدا عن ما هو يحصل الآن من البعض، والتي أصبحت حفلات تواقيعهم أشبه بحفلة الزفاف أو عيد الميلاد.