استطاعت حفلات التوقيع أن تلم بعض شتات معرض الناشر السعودي، الذي عانى معاناة شديدة من قلة الإقبال الجماهيري، الذي ظل حتى يوم أمس ضعيفاً ودون المستوى المأمول، على رغم الحملة الدعائية التي دعت له في شوارع جدة وحتى في بعض الفضائيات. ويبدو أن حفلات تواقيع الكتب في الجانبين الرجالي والنسائي، التي شكلت جمهرة بسيطة عند كل منصة توقيع، لا تعدو كونها محاولة لتنشيط الإقبال على المعرض لكنها لم تفلح. ويعقد المنظمون الآمال على أمسية الشيخ الدكتور عائض القرني «السحر الحلال» التي ستقام اليوم بعد أن تم الإعلان عن عدم اعتماد بقية الفعاليات التي جدولت محاضرات ومواجهات بين المؤلف والقارئ والناشر، في حين يُنتظر أن يوقع اليوم الروائي صلاح القرشي روايته «تقاطع»، والدكتور فهد اليحيا كتابه التعليمي «كيف تصنع فيلماً»، والشاعرة أمل السالمي ديوانها «سهر الأماسي». وعلى رغم أن حفلات توقيع الكتب حظيت بشعبية كبيرة في معرض الرياض الدولي الأخير، لكن يبدو أن مسألة ضعف الإقبال تعود إلى أن ما يعرض في المعرض ليس مغرياً ولا محصوراً بالمعرض ومن الممكن الحصول عليه طوال أيام السنة، مقارنة بكتب السعوديين التي تطبعها دور نشر غير سعودية، وهو ما اعترض عليه منظمو المعرض ملقين باللائمة على المتلقي. من جهته، صرح مدير المعرض الشاعر أحمد قرّان الزهراني بأن «الفعاليات المصاحبة تتضمن معرض الفن التشكيلي وأمسية الدكتور عائض القرني وحفلات التوقيع المستمرة طوال أيام المعرض»، وعزا ضعف الإقبال إلى «عدم اهتمام المتلقي بالقراءة أو بسبب أن الرسالة لم تصل إليه»، مستدركاً أن «زوار جدة وأهلها عودونا على أن اهتمامهم يتم بشكل تصاعدي مع تقدم أيام المعرض، وهذا ما نلاحظه يوم أمس مقارنة بالأيام الأولى». وحول محلية الكتاب وكونها سبباً في ضعف الإقبال قال الزهراني: «إن المعرض يحتوي كل ما ينشره ويوزعه الناشر السعودي وليس شرطاً أنه معرض للكتاب المحلي» وأضاف: «معرض بيروت يعرض معرضاً محلياً بالنسبة إلى اللبنانيين، ومع ذلك فالإقبال كبير». هذا وافتتح الدكتور حسن النعمي والدكتور عبدالفتاح أبومدين والشاعرة الدكتورة لينا نقشبندي برنامج الاحتفال بتوقيع الكتب الجديدة بتوقيع النعمي كتابه النقدي «الرواية السعودية واقعها وتحولاتها»، كما وقّع مدين كتابه «ألف صفحة وصفحة»، ووقعت نقشبندي كتابها الأول «سراب تحت ضوء القمر»، وحضر حفلات التوقيع قلة من المهتمين من الأدباء وعدد من زائري المعرض. النعمي وإن أبدى سعادته بإقامة معرض يضم عشرات الدور السعودية والمكتبات السعودية، إلا أنه تمنى أن يقام في توقيت غير موسم الصيف. وقال: «على رغم وجود الكثير من الدور السعودية إلا أن قلة الحضور الجماهيري تحيل إلى التفكير في توقيت بديل للمعرض، إذ تتجه اهتمامات الجمهور إلى أشياء أخرى في هذه الآونة، إضافة إلى توافر المعروض من الكتب على مدار السنة في المكتبات المحلية»، مشيراً إلى أن «الموسم الدراسي والجامعي أفضل». وزاد: «ثقافة إقامة المعارض جيدة ويجب أن تفعّل بشكل مستمر، ولكن علينا التأكد من العوامل التي تضمن زيارة أكبر عدد من الجمهور كي تعم الفائدة». واستدرك على حفلات التوقيع بأنها «تحتاج الى دقة في اختيار الكتب التي ستقام لها الحفلة بما يلائم ذائقة الجماهير». يذكر أن حفلات التوقيع السابقة استضافت عدداً من الكتاب من بينهم: عاصم حمدان في كتابه «قديم الأدب وحديثه في بيئة المدينةالمنورة»، ومنى الغامدي لديوانها «عطشان»، وحمد المبارك ل«كيف تصبح إرهابياً»، ومطلق البلوي لرواية «لا أحد في تبوك»، والدكتورة لمياء باعشن ل«التبات والبنات.. زوايا الدائرة»، وأروى خميس ل«الأرجوحة تتناثر الأسرار». وتواصلت التوقيعات مساء أمس بتوقيع الناقد فايز أبا كتابه «من يعلق الجرس»، وحسين بافقيه ل«ذاكرة الرواق وحلم المطبعة - أصول الثقافة الحديثة في مكةالمكرمة»، ويوسف العارف لديوانه «وعند الصباح لا يحمد القوم السرى»، وإيمان الوزير ل«أيقونة الشتات»، وسوزان باعقيل ل«الحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية.. صور فوتوغرافية».