قالت شركة منتجة لبطانية قابلة للارتداء إن فكرة منتجها، الذي وجد إقبالاً شديداً، جاءت لتلبية حاجة الناس إلى ملابس شتوية مريحة تتناسب مع أنماط الحياة العصرية، ما ساهم في تحقيق مبيعات قياسية خلال أسابيع قليلة ! في الحقيقة هذه الشركة لم تبتكر جديداً، فالمشردون في شوارع مدن أمريكا وأوروبا وغيرها من دول العالم الباردة يعتبرون البطانيات لباساً دائماً، والمهم أن يستشعر مرتدو هذه البطانية «الموضة» معاناة المشردين في كل مكان وقسوة معيشتهم ! لطالما شعرت بالشفقة على المشردين واعتبرتهم تذكيراً بقسوة المجتمع قبل قسوة الحياة، فأن يجد أي إنسان رصيف الشارع خياره الوحيد كمأوى فهذا يعني أن هذا الإنسان وصل إلى قعر سوء الحال ! ويقال إن بعض المشردين يختارون هذا النمط من الحياة هرباً من واقع حياتهم الطبيعية، ومنهم من وصل إلى درجات علمية ومهنية رفيعة، لكنني أعتبر كل من يختار التحول إلى هذا النمط من الحياة مضطرباً نفسياً بحاجة للمعالجة، فلا أحد يختار حياة التشرد سوى من حطمت قسوة الحياة وضغوطها توازنه العقلي ! ختاماً، أتمنى أن تخصص شركة زي البطانية جزءاً من أرباحها لبرامج مساعدة المشردين، فلهم من حقوق فكرتها نصيب !