هرع آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و(حماس) يوم أمس الأحد، بعضهم للاحتفال، والبعض الآخر لزيارة قبور الأقارب، بينما عاد كثيرون لتفقد منازلهم. وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى دير البلح في وسط القطاع منذ أكثر من عام لرويترز عبر تطبيق للتراسل على الإنترنت، إنها تشعر وكأنها وجدت بعض الماء لتشربه أخيرا بعد أن تاهت في الصحراء لمدة 15 شهرا، مضيفة أنها تشعر بعودة الحياة لها مجددا. وأضافت آية "نحن الآن ننتظر اليوم الذي نعود فيه إلى بيتنا في مدينة غزة. سواء أكان مدمرا أم لا، الأمر لا يهم، فكابوس الموت والتجويع انتهى". وتابعت، "انتهت الحرب لكن الحياة لن تكون أفضل بسبب الدمار والخسائر التي تكبدناها، لكن على الأقل لن يكون هناك مزيد من إراقة الدماء للنساء والأطفال، أتمنى ذلك". وقال مواطن فلسطيني نازح "هذا وقف لإطلاق النار، وقف كامل وشامل بإذن الله، ولن تكون هناك عودة للحرب. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد تأخير لما يقرب من ثلاث ساعات، مما أوقف الحرب التي أحدثت تغييرا سياسيا مزلزلا في الشرق الأوسط وأعطى الأمل لنحو 2.3 مليون شخص في غزة نزح اغلبهم عدة مرات. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن الضربات العسكرية الإسرائيلية قتلت 13 شخصا على الأقل في هجمات عبر القطاع خلال فترة التأخير، ولم يتم الإبلاغ عن مزيد من الهجمات بعد بدء سريان الاتفاق. وقال أحمد أبو أيهم (40 عاما)، النازح مع عائلته من مدينة غزة والمقيم في خان يونس، إن مشهد الدمار في مدينته "مروع"، مضيفا أنه في حين أن وقف إطلاق النار ربما أنقذ الأرواح، فلا وقت للاحتفالات.وقال أبو أيهم عبر نفس تطبيق التراسل "نتألم ألما شديدا، وحان الوقت لنعانق بعضنا البعض ونبكي". ويمكن أن يفضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره إلى إنهاء حرب غزة، التي بدأت بعد أن قادت حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر وفقا للسلطات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص. ووفقا لمسؤولي الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية اللاحقة إلى تحويل معظم أنحاء القطاع إلى أنقاض وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني. عائلات الرهائن الإسرائيليين أكد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في إسرائيل أسماء الرهينات الثلاث المتوقع الإفراج عنهن، في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المنتدى إن الرهينات هن إميلي داماري، وهي مواطنة إسرائيلية - بريطانية، ورومي غونين ودورون شتاينبرخر. واوضح أنه تم اقتياد داماري وشتاينبرخر من جانب حماس خلال هجوم السابع أكتوبر من كيبوتز كفار عزة، فيما تم اقتياد غونين من مهرجان "سوبر نوفا".