لم يكن إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية مجرد حدث عابر، إنما إعلان مهم يستلزم أن نتعرف على أبعاده وأهميته، وكيف تحوّلت الألعاب الإلكترونية من مجرد ألعاب إلى حدث مهم يخطف أنظار العالم واهتماماتهم، ورافدٍ من روافد الاقتصاد والسياحة والإعلام. لا شك أن للرياضات الإلكترونية أهمية كبيرة جداً، حيث باتت تأخذ حصة من السوق، وأصبح مجتمع الرياضات والألعاب الإلكترونية ينافس مجتمع الأفلام ومجتمع الموسيقى معاً، فيما تعد منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية واستضافتها أحد أهم المخرجات الاستراتيجية التي تم اعتمادها لهذا القطاع في المملكة العربية السعودية. ومن الأهداف الاستراتيجية للدولة في هذا المجال، أن تكون مركزاً عالمياً للرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030، وقد بُنيت الأسس الجوهرية لهذا الهدف اليوم، حيث يتوجه المستثمرون والأندية إلى المملكة في هذا المجال الجديد والواعد، متفوقة على غيرها من الدول، التي تواجه تحديات في التنظيم، في وقتٍ تفوقت المملكة على غيرها وأخذت زمام الريادة في هذا المجال القادم وبقوة. إن الاستثمار في الشباب الهاوي للألعاب الإلكترونية والوصول بهم إلى الاحترافية، وبالتالي المشاركة في بطولات عالمية أمر إيجابي. ومن ضمن الألعاب في الرياضات الإلكترونية التي لفتت انتباهي، لعبة تحاكي الفورمولا1، وهي بطولة رسمية، حيث وجد المهتمون والخبراء -بعد تحليل أداء اللاعبين- وجود تشابه كبير في ردة فعلهم مقارنة بالسائقين الحقيقيين الممارسين لسباقات الفورمولا 1، حيث يحتاج لاعبو الرياضات الإلكترونية إلى الالتزام صحياً ورياضياً وغذائياً حتى يؤدوا على نحو أفضل في اتخاذهم للقرارات ومستواهم الذهني وأدائهم في اللعبة. ولعل هذا الحراك الرياضي وهذه الاستراتيجية؛ عززَا التوجه لاستضافة الأحداث الرياضية؛ لإظهار وجه المملكة الحضاري، وانعكس ذلك على الزوار والمشاركين والفعاليات المصاحبة للحدث الرياضي، وساهمَا في نمو قطاع السياحة، وتعزيز التبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب والتعريف بالهوية السعودية.