عقدت جريدة الرياض، مؤخرًا، ندوة، للحديث عن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، الذي تنظمه المملكة في الرياض سنوياً ابتداءً من صيف العام 2024. ومن المتوقع أن تشكل البطولة منصة مهمة تسهم في الارتقاء بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي يشهد نمواً متزايداً، كما ترسخ مكانة المملكة كوجهة رائدة لأبرز المنافسات الرياضية والعالمية. وشارك في الندوة كل من، رئيس لجنة الثقافة والرياضة والسياحة في مجلس الشورى أ. ناصر الدغيثر، والإعلامي المعروف أ. صالح الحمادي، والشريك المؤسس ومدير تطوير الأعمال في إحدى الشركات المستثمرة في الرياضات الإلكترونية أ. علي العبد اللطيف، والمستشار القانوني والمستثمر الرياضي أ. صالح العساف، والزملاء من جريدة «الرياض» نائب رئيس التحرير أ. خالد الربيش، ونائب رئيس القسم الرياضي أ. سليمان العساف، وأ. أسامة النعيمة، وأ. صالحة العتيبي. ورحب رئيس التحرير أ. هاني وفا بضيوف الندوة، مشيرًا لتاريخ ندوة الرياض الطويل، والحافل بالكثير من الأعمال الإعلامية، التي ناقشت الكثير من الموضوعات في مختلف المجالات. وأكد «وفا» أن هذه الندوة، تأتي انطلاقًا من أهمية إطلاق الحدث الرياضي «بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وإنشاء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية»، هذا الحدث الذي جاء بإعلان من سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- مؤخراً، وهو من الإعلانات المهمة التي تستلزم أن نعقد ندوتنا لنتعرف على أبعاده وأهميته، وكيف تحوّلت الألعاب الإلكترونية من مجرد ألعاب إلى حدث مهم يخطف أنظار العالم واهتماماتهم ورافدًا من روافد الاقتصاد والسياحة والإعلام. تعزيز قدرات الشباب السعودي وتأهيلهم لمراكز متقدمة على مستوى العالم مبادرة سعودية وفي بداية الندوة، أشاد أ. الحمادي بمثل هذه القرارات؛ التي جعلت المملكة العربية السعودية من الدول المبادرة للاهتمام بهذه الرياضات التي سيكون لها بكل تأكيد مستقبل بارز وواقع ملموس، سيسهم في تعزيز قدرات الشباب السعودي وتأهيلهم لمراكز متقدمة على مستوى العالم، مطالبًا بأهمية تكثيف التثقيف الإعلامي بالرياضات الإلكترونية؛ حيث إن هنالك الكثير يفتقر للمزيد من المعلومات حولها. مجتمع الرياضات الإلكترونية ينافس مجتمع الأفلام والموسيقى معًا أهميتها وعن أهمية الرياضات الإلكترونية قال أ. علي العبداللطيف، لا شك أن للرياضات الإلكترونية أهمية كبيرة جدا، حيث باتت تأخذ حصة كبيرة من السوق، وأصبح مجتمع الرياضات والألعاب الإلكترونية ينافس مجتمع الأفلام ومجتمع الموسيقى معًا. ومن ضمن الأحداث التي أقيمت في السعودية على هذا الصعيد موسم الجيمرز، والذي يعد امتدادًا لمسيرة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وقد استمر لشهرين واحتوى على 15 بطولة بمشاركة أكثر من 173 ناديًا عالميًا، وأكثر من ألف لاعب عالمي وحصل على مشاهدات مباشرة فاقت المليار مشاهدة في مختلف أنحاء العالم. ومن الأهداف الاستراتيجية للدولة في هذا المجال أن تكون مركزا عالميا لهذه اللعبة بحلول عام 2030، وقد تحقق هذا الهدف من الآن، حيث بات توجه المستثمرين والأندية مرتكزا إلى المملكة فهو مجال جديد وواعد بالأرقام التنافسية للرياضات الاخرى ككرة القدم وغيرها، ولعل معاناة هذه الرياضة بالنسبة للدول العالمية تكمن في كونها ما زالت تحت التنظيم، لذا أخذت الدولة زمام الريادة في هذا المجال الواعد. الألعاب الإلكترونية تحولت من مجرد هواية إلى مهنة بعقود احترافية مخرجات استراتيجية وتداخل الدغيثر، مؤكدًا أن إطلاق سمو سيدي ولي العهد لبطولة العالم للرياضات الإلكترونية واستضافتها، تعتبر أحد أهم المخرجات الاستراتيجية التي تم اعتمادها للرياضة في المملكة العربية السعودية؛ فالاتحادات الرياضية في المملكة تضع استراتيجيتها وفق استراتيجيات دعم الاتحادات الرياضية، حيث إن هنالك الكثير من الاتحادات تشمل مختلف أنواع الرياضات وتنوعها، وهذا التنوع يحاكي الميول المتنوعة لدى الشباب السعودي بمختلف شرائحه؛ لينتج بالتالي الكثير من المواهب والطاقات التي بإمكانها تحقيق المنجزات، ومن ذلك ما تحقق في بطولة "اوفرواتش" التي أقيمت في كاليفورنيا وكسبها المنتخب السعودي بتفوق مميز في جميع المباريات. وهذا يعكس تميز جهود سمو وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وسمو الأمير فهد بن جلوي نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، والأمير فيصل بن بندر بن سلطان رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية. بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية امتداد لموسم الجيمرز مشيرًا إلى أن هذا الحراك الرياضي وهذه الاستراتيجية عززت التوجه لاستضافة الأحداث الرياضية؛ لإظهار وجه المملكة الحضاري، وانعكس ذلك واقعًا على الزوار والمشاركين والأحداث المصاحبة للحدث الرياضي وساهمت في نمو قطاع السياحة، وتعزيز التبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب والتعريف بالهوية السعودية. بطولة العالم للرياضات الإلكترونية إحدى أهم المخرجات الاستراتيجية في المملكة الاستثمار في الألعاب الإلكترونية وذكر أ. صالح العساف، أنه يوجد العديد من الألعاب الإلكترونية التي تستحوذ على أكثر اهتمام الشباب؛ لذا فأغلب توجهات النوادي السعودية يكون في الاستثمار بتلك الألعاب، ولا يمكننا القول إن لعبة ما أكثر من غيرها في الاستحواذ على اهتمام المستثمرين. وقد تحولت الألعاب الإلكترونية من هواية إلى مهنة، حيث أصبح لاعبو الألعاب الإلكترونية محترفين متفرغين ويوقعون على عقود احترافية، فلم يعد الأمر مقتصرا على التسلية، بل بات مجالا منظمًا وخصبًا للاستثمار وإقامة بطولات على مستوى العالم. 15 ٪ من مجتمع اللاعبين يتابع الرياضات الإلكترونية قصور إعلامي وتداخل الحمادي، رغم تخصصي كإعلامي ومتابعتي الجيدة جدا للإعلام الرياضي، فلم أعلم بما تحقق في بطولة أوفر واتش التي أقيمت في كاليفورنيا وكسبها المنتخب السعودي، وهنا أؤكد على وجود قصور إعلامي للتلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي في تغطية هكذا إنجازات. وقال، في الماضي حين كنا نحقق إنجازات رياضية أقل من الإنجازات الحالية يكون التسليط الإعلامي كبيرًا، فتبرز تلك الإنجازات والمشاركات بشكل أكبر. استضافة الأحداث والبطولات الرياضية تخلق فرصاً وظيفية واستثمارية وسياحية عملاقة وهنا أود الإشارة إلى تفاؤلي الكبير بتولي زمام وزارة للأستاذ العزيز سلمان الدوسري؛ لتعزيز سبل الاتصال والتواصل، ويحسب له إنشاء قناة السعودية الآن؛ لتسليط الضوء على ما يحدث في المملكة من حراك ونشاط، كما أننا بحاجة إلى عودة القناة الثانية وبلغات متعددة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية؛ لتصل إلى مختلف أنحاء العالم؛ ليتمكنوا من الاطلاع على بلدنا كما هي بأهلها وجغرافيتها المتنوعة وإنجازاتها الكبيرة. فنرجو أن يواكب الانفتاح الحاصل في المملكة نهضة إعلامية كبرى تغطي شتى المناشط ومنها بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. الاستثمار في مجال الرياضات الإلكترونية متعب ومكلف وجريدة «الرياض» تشكر على عقد هذه الندوة؛ للحديث عن هذا القطاع لكن الاهتمام الإعلامي يجب أن يكون أكثر ليشمل التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وجود مواقع إلكترونية خاصة بها؛ للتعريف بهذه الألعاب واطلاع الشباب على الحراك الموجود في المنافسات والبطولات. وأعتقد أن سمو ولي العهد ما أعلن عن هذه البطولة إلا لأنه يرى فيها أفقًا رحبًا جدًا في المستقبل وبالذات من النواحي الاقتصادية؛ فهذه الرياضات مستقبلها عظيم وستكون المملكة قبلة للشبان والشابات في الألعاب والرياضات الالكترونية. إصابات الرياضات الإلكترونية تتعلق باليد والرسغ وأطراف الأصابع والظهر امتداد لموسم الجيمرز وعلّق أ. علي العبداللطيف، أن هذه البطولة امتداد لموسم الجيمرز والذي كان يتضمن في موسمه الأخير 12 بطولة مصنفة، وكل بطولة تتضمن مجموعة من الألعاب. وقال، إن عالم الرياضات الإلكترونية هو عالم الاحتراف في تلك الألعاب؛ فاللاعبون الممارسون للألعاب الإلكترونية في المنزل يعيدون هواة بينما المشاركون في الرياضات الإلكترونية محترفون في تلك الألعاب؛ والألعاب الموجودة ألعاب عالمية وليست سعودية وبالتأكيد من الأهداف الإستراتيجية للدولة في هذا المجال وجود ألعاب إلكترونية سعودية. ونوّه العبداللطيف إلى أن الرياضات الإلكترونية هي من ضمن الألعاب الاولمبية السعودية، وكذلك كانت ضمن الأولمبياد الآسيوية التي أقيمت في الصين واستحدث فيها أكثر من أربع ألعاب. الرياضات الإلكترونية ليست حصرًا على الأغنياء وهناك من البطولات ما يمكن المشاركة فيها من خلال الجوال وتعقيبًا على كلام الحمادي بالنسبة للقصور الإعلامي؛ قال العبداللطيف، قطاع الرياضات الإلكترونية قطاع جديد ويواجه تحديات عديدة والدولة تبادر في التعريف بهذا القطاع ويمكن القول، إن هناك نحو 15 ٪ من مجتمع اللاعبين فقط ممن يتابع الرياضات الإلكترونية، إذًا فحتى معظم مجتمع اللاعبين لا يعرفون هذه الرياضات. كما أريد التعقيب واستكمال ما ذكر عن الإنجازات السعودية ففي هذا العام في موسم الجيمرز، حقق نادي تويستد مايندز السعودي جائزة أفضل ناد في الموسم، وكذلك نحن فخورون بأن 99 ٪ من لاعبي المنتخب من نادي ويستد مايندز؛ فهناك أكثر من إنجاز سعودي في هذا المجال تحقق في ظل الدعم والمبادرة الاستراتيجية المعلنة من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال الاستراتيجية التطويرية للرياضات الإلكترونية، والتي تتضمن أكثر من 14 مبادرة لتطوير صناعة هذه الرياضات وإنشاء ألعابها وتطويرها وتهيئة البنية التحتية اللازمة لها من اتصالات وغيرها. فرص استثمارية وعلق الدغيثر مؤكدًا على أن الاستراتيجية المتعلقة بهذا المجال شاملة للعديد من الجوانب، فهي تهتم بمعظم الرياضات مثل: بطولة العالم لرفع الأثقال - بطولة العالم القتالية والتي تتضمن (16) لعبة، وذلك بعد انقطاع طويل لهذه البطولة. مشيرًا إلى أن استضافة الأحداث والبطولات الرياضية بشكل عام يصاحبها فعاليات تسهم في خلق فرص وظيفية واستثمارية وسياحية عملاقة، كما أن الأحداث الرياضية تعطي فرصة لزيارة البلد واكتشافها وتشجع السائح أو المشارك في هذه الفعاليات للعودة لزيارتها مرة أخرى واستعادة ذكريات صاحبت ذلك الحدث الرياضي. القيمة المضافة ووجه أ خالد الربيش، سؤالين للأستاذ علي.. الأول: كيف يمكن استثمار المملكة للشباب في هذا المجال؟ وما القيمة المضافة التي من الممكن أن تنعكس على المملكة من عدة جوانب سياحية وترويجية، وتسويقية، ورياضية، وإعلامية؟ وكيف يمكن الاستفادة من ذلك؟ الثاني: هل الألعاب الإلكترونية بصفة عامة تخلق مهارات عند الفرد؟ وما البعد النفسي والسلوكي للألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين؟ وقال الربيش، لدي ملحوظة أود ذكرها وهي أن موسم الجيمرز أقيم مرتين في المملكة العربية السعودية وكانتا في فصل الصيف، وأتساءل لم أقيم الجيمرز «في الصيف ولم يكن في الربيع أو الشتاء مثلاً : حيث إن الناس موجودون ويمكن لعدد أكبر منهم المشاركة في حضور موسم الجيمرز، هل لتوقيت إقامة موسم الجيمرز خلال الصيف بعد اقتصادي؟ مشاهدات بالملايين أجاب أ. علي بالنسبة للاستثمار في هذا المجال، فإن الرياضات الإلكترونية مثل باقي الرياضات يمكن الاستفادة من ترويجها اقتصادياً من خلال التسويق لها، وكما تفضل الزميل صالح بأن الكثير من اللاعبين يتحولون إلى لاعبين محترفين يتدربون على أيدي مدربين مختصين وضمن إدارة تهتم وتنظم العمل وتوفر جهازاً طبياً ونفسياً. وقد تصل فترات تدريب اللاعبين إلى ثماني ساعات منتظمة والتزام بالمشاركة في بطولات مجدولة على مدار السنة، ولهم رواتب ونسبة من الجوائز، فهناك أحد اللاعبين في موسم الجيمرز يبلغ من العمر (17) عاماً حصل على جائزة مقدارها (250) ألف دولار من غير جائزته من الفريق وراتبه المتفق عليه فهناك لاعبون سعوديون أعمارهم بين (16) و(18) يستلمون رواتب تبلغ (15) ألفاً وتصل إلى (50) ألفا، وهذا جزء من الاستثمار، أما الجزء الآخر فهو تسويقي؛ فعدد المشاهدات للرياضات الإلكترونية، يصل إلى مليار مشاهدة وهذه المشاهدات فيها تسويق وترويج للمملكة. إن الاستثمار في الشباب الهاوي للألعاب الإلكترونية والوصول بهم إلى الاحترافية، وبالتالي المشاركة في بطولات عالمية وتحقيق فوائد اقتصادية وتسويقية وإعلانية لهو أمر إيجابي، فضلًا عن أن الرياضات الإلكترونية تجري على اللاعبين تحليلات نفسية وطبية للوصول إلى أفضل النتائج. ومن ضمن الألعاب في الرياضات الإلكترونية لعبة تحاكي الفورمولا1، وهي بطولة رسمية، حيث وجد بعد تحليل أداء اللاعبين وجود تشابه كبير في ردات فعلهم مع السائقين الحقيقين الممارسين لسباقات الفورمولا 1، وبالتالي فإن الرياضات الإلكترونية تحتاج إلى لاعبين ملتزمين صحياً ورياضياً وغذائياً حتى يؤدوا على نحو أفضل في اتخاذهم للقرارات ومستواهم الذهني وأدائهم في اللعبة وبالنسبة. سبب اختيار فصل الصيف وبالنسبة للسؤال الثاني، أجاب العبداللطيف، إن جدول البطولات متنوع على مدار العام، وأما عن سبب اختيار فصل الصيف يأتي بسبب أنه شاغر ومناسب على المستوى العالمي وهذا ما لمسناه من حضور اللاعبين والأندية البارز والمشاركة في البطولة. لكل حدث جمهوره وطرح الزميل أ. أسامة، سؤالا موجها ل أ. ناصر، كيف يمكن الاستفادة من بطولة كبيرة بحجم كأس العالم للرياضات الإلكترونية سياحياً والمنافسة من خلالها مع وجود المواسم والفعاليات المقامة في التوقيت نفسه؟ أجاب أ. ناصر بالنسبة لتعزيز الجانب السياحي، فإن هيئة السياحة تقوم بالتسويق والترويج للاستفادة من هذه الأحداث وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحية، ومن ناحية أخرى فعند إقامة أي حدث فإن المهتمين بمحتواه أكثر من يتابع، وهذا الأمر ينطبق على الرياضات الإلكترونية، ويمكن إتاحة الفرص للمكاتب السياحية؛ لتقديم عروض تشجيعية ورحلات مجدولة متزامنة مع الحدث الرياضي المقام، لتعزيز الدور السياحي لها وتنميته. ومن خلال اطلاعي على جهود وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحي وهيئة السياحة فإني أجدها مميزة ومتزامنة مع الأحداث، ولا ننسى كما ذكرت أن لكل حدث مردوده؛ فمهرجانات الإبل لها جمهورها الذين يحرصون على الحضور رغم إقامة تلك المهرجانات في وقت إقامة أحداث أخرى، وعلى ذلك فإن المنظمين له يوفرون البرامج والفعاليات التي تجذب عشاق وجمهور الحدث. الاستثمار في الأندية الحكومية وحول عدم الاستثمار في الأندية الإلكترونية، قال أ. علي العبداللطيف، إن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية ووزارة الرياضية يعملان على استراتيجية تدعم الرياضات المختلفة ومنها الرياضات الإلكترونية، فهناك بطولات أقيمت وشاركت فيها الأندية الحكومية، وهناك بعض الأندية بدأت تستخرج السجل والرخصة المزاولة للرياضات الإلكترونية، علماً أن بعض الأندية العالمية قد دخلت هذا المجال وبعضها لم يدخل بعد، وذلك لعدة أسباب، منها أن مجال الرياضات مختلف عن المجالات الأخرى، فاستثمارياً يعد متعباً ومكلفا، حيث يحتاج إلى مبلغ استثماري عال، بالإضافة إلى أن الأعمال التابعة له عالمياً غير مستقرة وواضحة حتى الآن، فكأس العالم لكرة القدم ينظم مثلاً كل أربع سنوات بشكل منتظم بينما في الرياضات الإلكترونية لا يوجد مثل هذا الانتظام، فالمؤسسات القائمة لا تدخل مجالاً استثمارياً غير واضح لها أحواله وظروفه، على أن بعضها يمكن أن تقوم بخطوة جريئة وتستثمر في أندية بهذا المجال، إضافة إلى أن الأندية غير جاهزة ماليا لتستثمر في هذا المجال، لكن رغم ذلك يتوقع منها الدخول إلى هذا المجال والاستثمار فيه. علما أن الراعي الأساسي في نادي الهلال هو شركة «سافي» وهي الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمارات العامة في مجال الرياضات الإلكترونية وهذا مؤشر لاحتمالية استثمار هذه الأندية الحكومية في مجال الرياضات الإلكترونية، أما عالمياً فهناك أندية استثمرت وتميزت في هذا المجال مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي. وتطرق العبداللطيف للجانب العلمي لهذه البطولة، قائلاً إن هذه الرياضات والألعاب؛ فهي ذهنية بالدرجة الأولى، ونحمد الله أن لدينا أبطالا على مستوى العالم في هذا المجال ونفتخر بذلك. استراتيجيتان وعلق صالح العساف، مؤكدًا أن وزارة الرياضة أقرت استراتيجيتين.. استراتيجية دعم الأندية وتكون عن طريق وزارة الرياضة واستراتيجية دعم الاتحادات وتكون عن طريق اللجنة الأولمبية، وقال، أعتقد أنه بعد إعلان سمو سيدي ولي العهد عن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية ستدخل الأندية في هذا المجال من خلال استراتيجية الدعم التي أُقِرت من قبل وزارة الرياضة فيكون ذلك مشجعا لتلك الأندية ودافعا لها مشمولا بهذه الرياضات الإلكترونية إلى جانب كرة القدم وغيرها من الرياضات. ورد أ. علي العبداللطيف قائلاً: هناك أندية تنافس في هذا المجال وقريبًا مع بداية السنة ستنظم بطولة لهذه الرياضات، وأندية الهلال والشباب والاتحاد تتنافس في البطولات وفي عدة ألعاب، ففي كل سنة توجد استراتيجية للدعم ويرصد لها مبلغ أكثر من 300 مليون ريال لكل الاتحاد ومن ضمنها اتحاد الرياضات الإلكترونية، لكن التقصير الإعلامي في تسليط الضوء عليها جعلها غير معروفة. تساؤلات وطرح أ. سليمان العساف سؤالين ل أ علي، الأول، حول عدم انتشار الألعاب الإلكترونية إعلاميا؟ والآخر عن نوعية الإصابات التي يتعرض لها لاعب الرياضات الإلكترونية؟ وهل توجد أجهزة طبية متابعة للاعبين؟ وما المخاطر الصحية على اللاعبين بمختلف أعمارهم؟ أجاب أ. علي: بالنسبة للتقصير الإعلامي فإني لا ألوم، بل أعذر الجهات الإعلامية لأن هذا المجال جديد ولعلنا لو سألنا الأبناء الذين يلعبون هذه الألعاب لا يعرفونها!؛ فالتعريف بهذا القطاع ما زال غير مكتمل، وقد ذكر هذا الأمر في الإعلان عن استراتيجية الدعم للرياضات الإلكترونية حين ذكر أن 15 ٪ من اللاعبين هم على دراية بهذه البطولات هذا فيما يخص مجتمع اللاعبين فما بالك بغيرهم؟ ولعل هذا الموضوع يعد مشكلة من مشكلات هذا القطاع، علمًا أنه توجد لجان إعلامية تزود الوسائل الإعلامية بكل الأخبار والأحداث الخاصة بهذا القطاع لكن ذلك غير كاف، إلا أن إعلان سمو سيدي ولي العهد عن إطلاق استراتيجية دعم الرياضات الإلكترونية أعطى بعدًا آخر وزخمًا إعلاميًا عن أهمية هذا القطاع، كما أن تحقيق بطولة كأس العالم أعطى انتشارًا لهذه الرياضات إصابات الألعاب الإلكترونية أما عن الإصابات، قال العبداللطيف، نعم توجد إصابات مشهورة وغالبها يتعلق باليد والرسغ وأطراف الأصابع ومنها ما يتعلق بالظهر نظرا للجلوس الطويل؛ لذا توجد نصائح وتعليمات بعدم الجلوس أكثر من ست ساعات، وفي البطولات التي أقيمت توجد فترات راحة أثناء المباريات، حيث تصل مدة اللعب لساعات متواصلة ويوجد تعاون فيما بيننا وبين المستشفيات وشركات التأمين لتطوير هذا المجال من أجل المحافظة على صحة أبنائنا اللاعبين. اتحاد عالمي وتداخل أ. هاني قائلاً: تحدثتم عن الرياضة الإلكترونية وأنها ما زالت في بداياتها وأنها في طور الإنشاء حتى على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه تحدثتم عن الاحتراف في هذه الرياضة وتقديم المكافآت العالية جدا وكذلك الرواتب، فكيف نوفق بين الأمرين؟ أجاب أ. علي العبداللطيف: يوجد لهذه الرياضات اتحاد عالمي ولكنه ليس المشرع الأساسي؛ لأن هذه الرياضات فيها حقوق ملكية لناشري اللعبة هم الذين يصدرون القوانين الخاصة باللعبة وقد يتغير هذا الوضع في السنوات المقبلة، علما أن الشركات المنتجة للألعاب الالكترونية هدفها ربحي بالدرجة الأولى أما من يعاني أكثر في هذا القطاع هي الأندية. ومن هنا نستشعر أهمية مبادرة الدولة في تحسين وضع الألعاب الإلكترونية خاصة أنها دخلت هذا المجال بأكثر من جهة كالاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية و«سافي» الذراع الاستثماري للصندوق الاستثماري بالإضافة لجان من أكثر من وزارة لتحسين أوضاع هذا القطاع. 100 ناد مرخص وأجاب العبداللطيف كذلك على استفسار ل أ. هاني حول وجود أندية متخصصة في الرياضات الإلكترونية قائلاً: في السعودية يوجد أكثر من 100 ناد لديه رخصة من الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، بعضها لديها مقار يمكن جمع اللاعبين فيها كمعسكر استعدادي للبطولات، كما يوجد دوري سعودي للرياضات الإلكترونية منذ أكثر من سنة ويقام على موسمين في كل موسم سبع ألعاب مختلفة، وحاليا نحن في الموسم الثاني، علما أن الموسم الأول يبدأ في بداية السنة وهذا الدوري تحت إشراف وتنظيم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، وهو المسؤول عن عقود اللاعبين والتي لها عدة مؤشرات وتقاطعات. تحديات وتطرق أ. صالح لأبرز التحديات التي تواجه نمو الألعاب وتطورها لدينا في المملكة، والمتمثلة في التركيز الإعلامي على نقل الأحداث والبطولات لهذه الألعاب. مشيرًا إلى أن الاتحاد السعودي وفر بيئة مناسبة للنوادي ومنظمات الألعاب الاإلكترونية لضمان استمراريتهم في هذا المجال. وقال إن الدعم الذي يأتي من الاتحاد السعودي يكون على شكلين.. دعم مادي ودعم معنوي، أما الدعم المادي فيكون من خلال البطولات التي يقيمها الاتحاد بالإضافة إلى الدعم المباشر للأندية وكذلك المبادرات لتطوير الألعاب الإلكترونية كمبادرة الألعاب الإلكترونية من بنك التنمية، أما الدعم المعنوي فيكون من خلال توفير التسهيلات للأندية ومساعدتها للدخول في أكثر من لعبة، إضافة إلى حضور سمو الأمير فيصل بن بندر لأغلب الأحداث الرياضية، فنحن نملك بيئة خصبة وتنظيما مميزا على مستوى العالم فلا ولا أعتقد أنه يوجد منافس لنا في هذا المجال سوى الصين. الاستثمار في اللعيبة وحول الاستثمار في اللاعبين قال العبداللطيف، الاستثمار في هذا القطاع مثل باقي الرياضات الأخرى فيكون في اللاعبين الذين يعدون رأس المال الحقيقي، إضافة إلى الرعايات من قبل الشركات والذي يعد الدخل الرئيس للأندية. وعلى سبيل المثال، نادي تويستد مايندز لديه عقود احترافية مع لاعبين أجانب من روسيا وباكستان، وحسب الاشتراطات في الدوري السعودي يجب أن تصل نسبة اللاعبين السعوديين في النوادي إلى النصف، ولدينا لاعبون سعوديون مميزون. وبالنسبة للعقود الموقعة مع اللاعبين فهي مشروطة، ويوجد فترة انتقالات حرة، ففي لعبة بوبجي موبايل -على سبيل المثال- توجد فترتا انتقال حر، فترة في منتصف السنة، وأخرى في نهاية السنة، كما لا يمكن إلغاء عقد اللاعب لم يناسب النادي خلال تلك الفترة. الفتيات والرياضات الإلكترونية وحول مدى وجود إقبال من قبل الفتيات قال العساف: لدينا نحو 14 لعبة و16 فريقا منها فريق للبنات، كما يوجد دوري سعودي للفتيات أيضا، لكن الدولة تنظم بطولات خاصة بهم. القانون والألعاب الإلكترونية ووجه الزميل أ. أسامة سؤال للأستاذ صالح العساف، قال فيه، هل ساعدك تخصصك القانوني في الاستثمار في هذه الالعاب؟ رد أ. صالح العساف: لا بد من وجود إدارة قانونية في كل ناد لوجود لوائح من الاتحاد وعقود احترافية مع اللاعبين وأنظمة من قبل الناشر لا يمكن تجاوزها، وقد استحدث الاتحاد السعودي لجانا خاصة بالأمور القانونية ك لجنة الانضباط ولجنة الاستئناف. وعلّق أ. علي: طالما أن المجال ليس منظما بما فيه الكفاية فلا بد من وجود قانوني في النادي؛ لتجنب الخسائر والمخالفات. لعبة الأغنياء وفي ردٍ على استفسار ما إذا كانت ألعاب الإلكترونية خاصة بالأغنياء، أجاب العبداللطيف، لا أعتقد أن هذه الألعاب حصرًا على الأغنياء، وهناك من البطولات ما تستطيع المشاركة فيها من خلال الجوال وهو متوفر لدى كل شخص، كما أن الأندية توفر للاعبين المميزين الأجهزة التي يحتاجون إليها، مؤكدًا بأن ما من قيمة الجوائز هي نسبة المشاهدة؛ لأنها تجلب الرعاية.. ووجه الضيوف في ختام الندوة الشكر والتقدير لصحيفة الرياض ولرئيس تحريرها وطاقم العمل على إقامة مثل هذه الندوات المهمة التي تواكب الأحداث، وتسهم في التثقيف والتوعية تجاه العديد من الموضوعات والقضايا. ضيوف الندوة ناصر الدغيثر علي العبداللطيف صالح الحمادي صالح العساف حضور الندوة هاني وفا خالد الربيش سارة القحطاني سليمان العساف أسامة النعيمة صالحة العتيبي