في مجمل المعمعة الإعلامية وزحام المشاهير وتخمة منصات التواصل الاجتماعي بالغثّ والسمين؛ برزت حملات توعوية وتوجيهية لحماية الأجيال من موجة «الإعلام الموجّه»، كونه بوتقة يختلط فيها الصالح والطالح، مما يؤثر على أفكار وتوجهات غير المميزين. هذه الحملات كشفت الغطاء عن «حمقى» كانوا في الغالب مشاهير قدامى نستمع لهم خلف الشاشات ونقرأهم في الصحف؛ اتبعوا ركب التكنولوجيا ودخلنا في يومياتهم وسمعنا منطقهم دون فريق إعداد أو أوراق ولا كاميرات احترافية، فتعرّى الجميل وخابت الظنون، وليتنا فقط «سمعنا بالمعيدي ولم نرَه». ويحضرني في هذا مثل إنجليزي شائع يقول: (the grass is always greener on the other side)، أي «اللي ما هو لك يهولك». هذه الشخصيات التي كنا نراها نجوماً، وكان يهولنا فكرهم ومنطقهم، ونطمح لحياة تشبه حياتهم؛ أثبتوا أن الحمقى لم يتصدروا المشهد الإعلامي حديثاً، بعد أن كشفتهم أضواء المنصات وظهر المستور. تلك هي صناعة النجوم وتلميع المشاهير، الفكرة ليست حديثة، ومنصات التواصل لا ذنب لها، فالعالم الافتراضي كان منذ الأزل مع اختلاف أسلوب العرض والتقديم فقط، والفرق أن الساحة أصبحت متاحة للجميع وفُتح الباب على مصراعيه، فهوى من هوى وتجنبها الأذكى.