حين نستدعي كل صباح بركة الانشراح وبهجة الغِبطة، وننسج صورة خيالية لحياتنا؛ نستشعر السكينة والسعادة، ونبوح بمشاعرنا وأحاسيسنا برؤية جمالية.. وفي ذلك المطلع الصبوح البهي ووقاره المهيب؛ سوف نحمل لحناً خلاباً بعاطفة إنسانية رشيقة، ورؤية واقعية فاتنة، وتذوق خيالي فتَّان.. أما عندما تسكب أرواحنا سرور الاغتباط؛ فإننا نمنح أنفسنا جمال روح وفيض مشاعر، كأنه جرس طربي تقرعه قلوبنا داخل أعماقنا. •• •• •• حين نُغمِض أجفاننا لنعانق ذرات تراب وطن ناصعة، وحبات رمل أرض ساحرة؛ نتنهد حباً لأرض خصبة مليئة بأزهار موطن نعشقه.. ولما نتذكر ركام ذكريات قديمة؛ نترنم بطربيات ألحان تحمل ترنيمة: «ليس أغلى من أرواحنا إلا الوطن»، فنربح عناق وطن فاتن.. أما عندما يحتضننا الوطن؛ فأعيننا مغلقة وهو يحتضننا، كأننا نغلقها عن العالم لنعرف ماذا تعني لنا الحياة كلوحة مرسومة بإتقان. •• •• •• حين نحتفل بعلاقة واقع وجدانية نعيش فيها على الحب؛ نرسخ مكانتنا كآدميين، ونكون كوردة في زمن يتباهى الناس بقطف الورود.. فالأواصر التي آثرت أن تبقى على رونقها الأصلي؛ خُطت حروفها من مداد الميثاق ووحي الود برقة وجمال دون أية مساحيق.. فتجارب تلك العلاقات الاستثنائية الممتعة؛ بقدر ما هي مفرحة فإنها تتحول لقشة في مهب الريح أمام من يسدد فاتورة الزمان. •• •• •• حين تكون ثقافة الممكن المتاح مساحة لتفكيرنا وتوثبنا؛ لن نحتقر خطوة ولن ننتظر وثبة، ولن نتحسَّر على بعيد لم ننله.. فمن يشيِّد لنفسه آمالاً وهميَّة ويؤسس لذاته آجالاً ظنيَّة؛ تضعف إرادته بطول الزمان، فيتنازل عن مُثُله العليا ويبوء بالإخفاق والخيبة.. وعند محاسبة النفس على «ممكن» يضيع؛ تتسع غَلة الأعمال، وفي مساحة «الممكن» نلتقي بذواتنا وأرواحنا فتحُل كلمة «ممكن» مكان «مُحال». •• •• •• حين يتبحر المغموم في كربته مهزوماً منكسراً، وتمتلئ عيناه بالدموع؛ سيجلد ذاته بهموم شقية لا يستطيع بعدها التعايش مع المتاعب.. وعندما يتوارى عن الهزائم بيقين يُوصله إلى نقطة التوهج؛ لن يشعر بالخفوت، ولن تمسه ملامح الكدر، كأب يتبختر بأطفاله النيام.. أما الذي يلتحق بمن يُتقن تجربة فنون الحياة بأسرارها وممارساتها؛ سيصبح كنجمة تلمع في السماء، ويضيف لدنياه أكثر من حياة. علاقة الحب ترسيخ المكانة الآدمية برونق أصلي تواري الهزائم شعور بالخفوت لمن يتقن فنون الحياة