شهدت الأعوام الماضية تطوراً متسارعاً ملحوظاً في عالم الاتصالات والإنترنت والأجهزة الذكية، وصولاً إلى عالم التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) التي أصبحت كالخبز والهواء والماء في أهميتها بحياتنا اليومية. هذه التحديات كانت كالإعصار المدمر (تسونامي) للصحف الورقية والفضائيات على المستوى العالمي، فمع ظهور شبح الإنترنت والتواصل الاجتماعي بدأت مصادر الدخل تضعف شيئاً فشيئاً لتلك الصحف والفضائيات، وللأسف معظمها لم تلتفت مبكراً لهذا الشبح حتى بدأ تدريجياً بسحب البساط من مؤسسات إعلامية عالمية ضخمة، فكثرت التزاماتها وأعباؤها المالية فسرحت الكم الكبير من إعلامييها. ومن وجهة نظري؛ أن من أهم الحلول هو: تطوير مواقع التواصل الاجتماعي ومكامن اهتمامات الناس من خلال العلاقة الوطيدة التي لم تتكون بين يوم وليلة بين المؤسسة الإعلامية والمجتمع، وعلى سبيل المثال كم هائل من الأخبار والشائعات اليومية التي نشاهدها في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن نبقى على شك حتى نبحث عن مصادر إخبارية رسمية موثوقة. وإذا أرادت المؤسسات الإعلامية تعزيز مكامن الدخل فعليها بالتالي: أولاً: تطوير مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها لمواكبة الأحداث. ثانياً: القرب من مجتمع التطبيقات والمنصات الرقمية. ثالثاً: ابتكار حلول تواكب تطلعات العصر واستخداماتنا اليومية. رابعاً: طرح فكرة توزيع الصحيفة الورقية بالمجان على المقاهي والمراكز الثقافية والمؤسسات الحكومية. خامساً: تعزيز الوصول الإعلاني للجمهور، فالكثير من الناس برغم التطور الرقمي وتحويل الكتب إلى PDF من خلال «الآيباد»، إلا أن معظم الناس، حتى من الجيل الجديد، يحبون قراءة الكتب والروايات والقصص وغيرها من خلال الكتب الورقية، بدليل أن معارض الكتاب الدولية لا زالت قائمة وبقوة بميزانياتها الضخمة.