لم ينم المغاربة الليلة الماضية، إذ أجبرهم زلزال مدمر قوته 7.2 درجة، على مغادرة منازلهم واللجوء إلى الشوارع، وأودى الزلزال الذي وصف بأنه الأعنف منذ قرن بحياة 822 شخصاً وأصاب 672 بينهم 205 حالات خطيرة، وفق آخر حصيلة لوزارة الداخلية، اليوم (السبت). وكشف الإعلام المغربي، وجود تعبئة كبرى بالمؤسسات الصحية ودعوات للتبرع بالدم لإغاثة ضحايا الزلزال. وأفادت الداخلية بأن قوات الجيش تساعد فرق الحماية المدنية في عمليات الإنقاذ، وسط ارتفاع صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض في مدن مغربية عدة. واعتبر المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب الزلزال «الأعنف منذ قرن»، مع خسائر أولية تقدر بنحو 3 مليارات دولار، بسبب شدة الهزة وحجم الدمار الذي خلفته. فيما كشفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، أن المساحة المتأثرة بزلزال المغرب وصلت إلى 600 كلم مربع. ويعيد زلزال المغرب إلى الأذهان الزلزال الذي ضرب الأراضي التركية في فبراير الماضي. ووقعت الهزة الأرضية مساء أمس (الجمعة) عند الساعة 11:10 دقائق، وبلغت قوتها 7.2 درجات على مقياس ريختر. وأكدت الداخلية المغربية أن الأضرار المادية شملت مناطق غير المأهولة، مؤكدة تسخير كل وسائل وإمكانيات السلطات المحلية والوقاية المدنية لتقديم المساعدات اللازمة، داعية المواطنين للتحلي بالهدوء. من جهته، قال المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب، ناصر جابور، إنها «المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية بهذا العنف في البلاد». وأضاف أن الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال «أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان»، موضحاً أن الهزة جرى استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم. وأظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي انهيار عدد من المباني في مناطق متفرقة من المغرب، وفي الأحياء القديمة بمختلف المدن، كما تصدعت مبانٍ أخرى أمام قوة الزلزال. ويعيد زلزال المغرب إلى الأذهان زلزال 24 فبراير 2004، الذي بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر، ووقع مركزه في محافظة الحسيمة شمال شرق الرباط، وخلّف 628 قتيلاً وأضراراً جسيمة.