كيف نخرج من حالة الرفض والاستنكار والشجب والامتعاض مما يحدث إلى حالة من الاستعداد لمواجهته ثقافياً وفكرياً واجتماعياً وتعليمياً. وهل يا ترى أن المتخصصين في علوم التربية والسلوك والاجتماع والنفس لدينا يفكرون بجدية ومنهجية لبلورة مشروع للتصدي الفاعل لهذا الهجوم الممنهج المرعب على الفطرة البشرية الطبيعية والقيم العائلية السوية والضوابط الأخلاقية المتعارف عليها لدى المجتمعات الإنسانية. هذا السؤال يحضر بقوة كلما استجدت حادثة أو خبر في مشروع تكريس الشذوذ والمثلية والتحول الجنسي والسماح باختيار عكس الجنس الذي خُلق به الإنسان، ومنع تدخل العائلة في هذا الشأن حتى لو كان أحد أفرادها دون السن القانونية. كانت هذه المفارقات القبيحة تحدث في بعض المجتمعات على نطاق فردي لأشخاص مصابين بعلل نفسية وجسدية، لكنها تحولت مؤخراً إلى حرية تكفلها القوانين، وتدعمها أحزاب وحكومات ومنظمات، وتتبناها منصات إعلامية عالمية واسعة الانتشار، تقحمها في محتوياتها بشكل متعمد ومتواصل. حسناً، ماذا نحن فاعلون لمواجهة هذا المد الخطير في زمن أخطر، لم يعد يسمح بالحجب أو السيطرة على كل ما يحدث في العالم من تحولات مخيفة، يوم أمس أصبحنا على خبر اختيار متحول جنسياً للفوز بلقب ملكة جمال هولندا من بين إناث حقيقيات حسناوات، نقول هذا لمن ما زال يشك في حقيقة وجود مشروع تدميري ممنهج ومدعوم. نعرف أن الشق أكبر من الرقعة، ولكن لا بد من المبادرة الجادة لتحييد الخطر بكل ما أمكن. لا بد أن تنهض المؤسسات التعليمية والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية بمشروع مدروس وجاد وعملي لتوعية المجتمع بخطورة ما يحدث، خصوصاً الفئة العمرية غير المحصنة، التي نشأت في عالم تشهد مرحلته الراهنة جنوناً غير مسبوق.