عاد اللبنانيون بالأذهان إلى لقاء قصر الصنوبر الذي ترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2020 بحضور ممثلين عن الكتل السياسية الثماني، الذين وصفهم ماكرون آنذاك بالطبقة السياسية المتقاعسة، التي تعيش حالة إنكار للواقع، إلا أن لغة التهديد والوعيد أنتجت بعد جهد جهيد عملية تكليف لمصطفى أديب لرئاسة الحكومة، لكن هذه العملية سرعان ما فشلت أو أُفشلت، ليتمدد بعد ذلك الفشل ويستشري في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والمالية. هذه الذكريات أحياها في الساعات الماضية الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الذي يقوم بجولة على المسؤولين اللبنانيين، والذي سيلتقي، غداً (الجمعة)، على مائدة غداء في قصر الصنوبر رؤساء الكتل النيابية وعدداً من النواب التغييريين والمستقلين، وبمشاركة حزب الله. ويطرح السؤال التالي نفسه: هل لودريان قادر على إحداث خرق في جدار الأزمة التي أكد في لقاءاته أنها أحد أهدافه؟ لودريان وخلال جولته على المسؤولين اللبنانيين في الساعات الماضية، قال: «لا أحمل أي طرح لكنني سأستمع إلى الجميع، إلا أن هدف زيارتي هو المساعدة على الخروج من الأزمة التي يعانيها لبنان». وبعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، اليوم (الخميس)، قال: «سأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات تعطي الأمل بإخراج لبنان من أزمته، ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع إلى الجميع، والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين». من جهته كشف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد اللقاء أن الموفد الفرنسي استطلاعي وقد يطرح أسئلة عن مختلف الأمور، وليس لديه أي مقترح لطرحه، وهو مُرحّب به مثل أي موفدٍ أجنبي آخر لكنّ المسألة الرئاسية مرتبطة بالداخل والنواب والكتل في البرلمان. وقتل جعجع: الحوار ضروري، ونحن على جهوزية للاتفاق على مرشح، ولكن ليس وفق الطريقة القائمة حالياً خصوصاً وسط تمسك محور «الممانعة» بترشيح فرنجية، ولم ينقطع التواصل والحوار أبداً مع المسؤولين الفرنسيين في الماضي ولودريان لم يأتِ لإقناعنا بسليمان فرنجية أو غيره ولم يطرح أي أسم لرئاسة الجمهورية. الأنظار تتجه إلى القصر غداً، فهل ينتقل الفرقاء اللبنانيون من مائدة لودريان إلى مائدة لبنانية بامتياز ومن دون شروط؟