عقدت وكالة الفضاء السعودية اليوم (السبت) الإيجاز المواكب لعودة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى المملكة، بعد انتهاء المهمة العلمية للمملكة «SSA-HSF1» إلى محطة الفضاء الدولية، بمشاركة رئيس مجلس إدارة الوكالة المهندس عبدالله السواحه، ونائب رئيس مجلس إدارة الوكالة الدكتور محمد التميمي، ورائدَي الفضاء مريم فردوس وعلي الغامدي، فيما أداره المشرف على برنامج المملكة لرواد الفضاء المهندس أحمد الغفيلي. وفي افتتاح الإيجاز، توجّه رئيس مجلس إدارة الوكالة السعودية للفضاء المهندس عبدالله السواحه بالتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للفضاء الأمير محمد بن سلمان، على هذا الإنجاز التاريخي من حيث سرعة المنجز وحجمه وأثره، مبيناً أن سرعة الإنجاز تحققت بتوجيه ولي العهد قبل قرابة العام بسرعة اغتنام فرص الفضاء إذ ذكر ولي العهد أن قطاع الفضاء سيغير العالم كما نعرفه اليوم في ال50 سنة القادمة، كما غيّر الإنترنت العالم في ال50 سنة الماضية، مضيفاً أننا اليوم نلمس ذلك عندما ننظر للفجوة الرقمية، فثلث العالم غير متصل، والطريقة الوحيدة لربط العالم غير المتصل ستكون عبر الفضاء، كما أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على كوكب الأرض والوصول للحياد الصفري ستكون من خلال مراقبة أنظمة البيئة والأرض، مشيراً إلى أنه سيفتح كذلك آفاقاً جديدة، فالاختراعات في الفضاء هي التي أتت لنا بالدوائر المدمجة والهواتف الذكية والقوة الحاسوبية التي نعيشها اليوم، كما أدت إلى ابتكار أنظمة كثيرة للحفاظ على البشرية في مختلف المجالات. وأوضح السواحه أنه من ناحية حجم المنجز والأثر فهذا تمثل من خلال إرسال أول رائدة فضاء سعودية عربية مسلمة ريانة برناوي، وعلي القرني ثاني رائد فضاء سعودي إلي محطة الفضاء الدولية، وإجراء 14 تجربة علمية تحدث لأول مرة، لافتاً إلى أن هذه التجارب تمكننا من مكافحة الأمراض كالسرطان من خلال التقنيات التي تمكننا من رؤية الخلايا السرطانية بشكل ثلاثي الأبعاد في بيئة الجاذبية الصغرى، وفي مكافحة الأمراض الوراثية والخلايا العصبية والاستمطار والحفاظ على كوكب الأرض وتكثيف المياه على الأرض وفي مهمة القمر والمريخ بالتعاون مع الوكالات الأخرى. وفي مستهل مشاركته، تقدم نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة السعودية للفضاء الدكتور محمد التميمي بالتهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس المجلس الأعلى للفضاء وللوطن بهذا المنجز التاريخي العلمي الذي نفاخر به عالمياً، مثمنا لولي العهد دعمه اللامحدود الذي قدمه لهذه الرحلة، بداية من الإعداد ومشاركته كلماته الملهمة لرائدي الفضاء قبل صعودهما للفضاء وصولاً للفترة الحالية. وبيّن التميمي أن المملكة في رصيدها الآن ثلاثة رواد فضاء ما يجعلها الأولى في عدد الرواد على مستوى المنطقة، وتسعى لتأهيل القدرات الوطنية من هذه البرامج وتأهيلهم للمشاركة مع عدد من الدول للاستكشاف والاستثمار في الفضاء والذهاب للقمر والمريخ. وعن تقاطع برنامج المملكة ومستهدفاته مع رؤية السعودية 2030، أكد التميمي أن برنامج المملكة لرواد الفضاء يعد مشروعاً وطنياً ومن المبادرات الإستراتيجية لوكالة الفضاء السعودية ويصب في مستهدفات رؤية السعودية 2030، إذ إن قطاع الفضاء يعد من أهم المحفزات والمولدات للابتكار على مستوى العالم وهناك اهتمام من القيادة بالقطاع برئاسة ولي العهد، مضيفاً أننا نعرف أن الفضاء ملهم للأجيال، ومن أهم مستهدفات البرنامج أن يحفز الشباب على الانضمام للتخصصات العلمية والتقنية والهندسة والرياضيات شأن كل الدول المهتمة بالفضاء. من جانبهما، رفع رائدا الفضاء السعوديان في بداية حديثهما خالص الشكر وعظيم العرفان والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس المجلس الأعلى للفضاء على الدعم والتشجيع الكبير في هذه المهمة التاريخية. وقالت رائدة الفضاء ريانة برناوي: إنني فخورة جداً كوني أمثل المملكة العربية السعودية وأول امرأة سعودية عربية مسلمة تصل لمحطة الفضاء الدولية، وتمثل أجيالاً قادمة، وطموحنا أن يشارك الشعب السعودي في مجال الفضاء بمختلف مجالاته ومعارفه، والمملكة تتجه إلى مجال جديد بأربعة رواد فضاء سعوديين نمضي على خطى بدأت فيها المملكة منذ 40 عاماً. وبدوره، ثمّن رائد الفضاء علي القرني، الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، مضيفاً: إننا كرواد فضاء سعوديين شغوفين حالمين نهدف إلى رفع رسالة المملكة في استكشاف الفضاء وتحقيق رؤية المملكة في مجال الفضاء وسنصل إلى تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. وفي إجابتهما عن التجارب العلمية، قالت رائدة الفضاء ريانة برناوي: نحمد الله العلي القدير أن وفقنا على إنجاز المهمة العلمية التاريخية، وقد نجحنا في إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، بقيادة علماء سعوديين وقمنا بإجراء تجارب لأول مرة في التاريخ وبحكم خلفيتي التعليمية كنت سعيدة جداً بإجراء التجربة العلمية على الخلايا المناعية للحد من الأمراض التي تصيب الملايين سنوياً لخدمة البشرية، فيما أكد الرائد القرني أن التجارب العلمية مثّلت نقلة نوعية في حياته المهنية وكانت فترة شيقة من التدريب والتعلم لكسب مهارة في إجراء التجارب العلمية من أجل إجراء التجارب على متن محطة الفضاء الدولية. وأشارت رائدة الفضاء مريم فردوس إلى دورها في المهمة قائلة: كان دورنا في المهمة أن نتجهز لأي طارئ قد يحدث لا سمح الله، وكنا على تواصل مستمر مع زميلينا علي وريانة من غرفة التحكم في غرفة العمليات بالأمم المتحدة، ونحن اليوم نحتفل بإنجاز أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة ريانة برناوي وكذلك علي القرني كأول رائد فضاء سعودي يصلان إلى محطة الفضاء الدولية. من جانبه قال رائد الفضاء علي الغامدي: خضنا عدداً من التدريبات المكثفة والدقيقة مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ومع وكالة الفضاء الأوروبية واليابانية شملت هذه التدريبات الجانب النظري والعملي من ضمنها مهارات القيادة وتحمل الجاذبية والتسارع والأنظمة والأجهزة الخاصة بمحطة الفضاء الدولية، عززت من جاهزيتنا للتعامل مع التحديات التي قد تواجهنا خلال رحلة الفضاء، وعززت في المهارات في التواصل مثل العمل الجماعي وروح الفريق ورأينا نتائجها ونحن اليوم نحتفل بها.