لا أعرف لماذا تذكرت المهندس مصطفى بلول رحمه الله وتذكرت محمد بهاء نيازي وتذكرت قبلهم المربي والأديب الفاضل عبدالعزيز الربيع الذين كانت لهم بصمة على رياضة المدينةالمنورة ونادي الأنصار تحديدا لن تمحوها الذاكرة وستظل تلك الأسماء عالقة على جدران مقر النادي لأنهم كتبوا أجمل تاريخ خلال إشرافهم على رئاسة نادي الأنصار. لا أعرف لماذا تذكرتهم هل بسبب تردي نتائج فريق الأنصار لكرة القدم الذي كان في يوم من الأيام يقارع الكبار في دوري المحترفين والآن يصارع بين البقاء والصعود في الدرجة الثانية، وسلة الأنصار التي تصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز والتي كانت يوما من الأيام أحد أبطال اللعبة. حزين جدا على غير العادة مثل ما كنت حزينا على هبوط قلعة الكؤوس (الأهلي) إلى دوري (يلو). وحزين جدا بسبب عدم قدرة أحد على الصعود لدوري روشن رغم أن وضع فريق أحد أفضل بكثير من جاره الأنصار سواء على صعيد كرة القدم أو السلة اللتين تعتبران الركيزتين الأساسيتين للناديين لكن طموح جماهير طيبة الطيبة كبير وكبير جدا. الرئيس التنفيذي سعود الحربي اجتهد كثيرا لكن العقبات والإشكاليات كانت أكبر من الطموحات خاصة في النواحي المالية وكذلك عدم وجود كوادر إدارية لديها فكر رياضي يستطيع وضع الفريق في دوري روشن حسب الإمكانيات المادية المتوفرة. تذكرت عدنان شيرة رحمة الله عليه عندما صعد بالفريق إلى دوري الكبار بأقل التكاليف المادية، وتذكرت فايز عايش الأحمدي وعلي فودة وبهجت جنيد وحامد رشيد رحمة الله عليه وخالد رفه الذين كانوا يعملون تحت مطرقة الشح المالي وكيفية تغطية سلف المباريات وبين صخب ومطالبات جماهير وصحافة المدينة كان يجب أن تكتب وتحفر أسماؤهم على جدران النادي لأنهم كتبوا تاريخا جميلا لرياضة المدينة وغادروا النادي دون عودة. لقد تعايشت معهم فترة طويلة خلال عملي محررا رياضيا. اختلفت مع البعض وغضب البعض وكانوا يتقبلون النقد البناء والهادف الذي يخدم رياضة المدينة. وتذكرت مقولة أبي فراس الحمداني: «سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».