20 يوماً وتنهي الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول من دون أن تلح في الأفق أية بوادر على توقف صوت الرصاص والاحتكام إلى صوت العقل وطاولة التفاوض. وعلى وقع المشهد المعقد، كان قرار الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي بتزويد كييف بدبابات «أبرامز وليوبارد 2» القتالية لحربها، ما اعتبره مراقبون بمثابة صب للزيت على النار، خصوصاً أنه تزامن مع انتظار «الهجوم الكبير» في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع. وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة «ذا ناشيونال إنترست» أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في 25 يناير الماضي، أن الولاياتالمتحدة سترسل 31 دبابة أبرامز إلى أوكرانيا لتمهيد الطريق أمام ألمانيا وبولندا وأعضاء آخرين في الناتو لإرسال المئات من دبابات ليوبارد، يعد فقط زيادة تدريجية في الرهان. إلا أن الإعلان الأمريكي قد لا تراه روسيا على هذا النحو، بحسب الصحيفة الأمريكية التي ترى أن مشكلة التصعيد في زمن الحرب من جزءين على الأقل: عسكري - تقني، وجزء سياسي - نفسي. ويتمثل الجانب العسكري التقني في إدارة المعركة وتوفير المقومات الضرورية للقيام بذلك من: القوات والمعدات والذخيرة والقيادة والسيطرة والاتصالات والذكاء؛ لكن في رأي «ذا ناشيونال إنترست»، فإن القليل من المعارك تسير كما هو مخطط لها بالضبط. ولفتت إلى أن الجانب السياسي النفسي للتصعيد هو أكثر صعوبة، مؤكدة أنه يظهر على طريقتين: الأولى في تصورات وتوقعات القادة السياسيين وكبار مستشاريهم العسكريين، والثانية من وجهة نظر القوى السياسية المحلية الرئيسية في كل بلد، بما في ذلك نخبة المؤثرين من مختلف الأنواع والجمهور. وتوقعت سيناريوهين محتملين للتصعيد: أحدهما رأسي، وتستخدم فيه أسلحة تقليدية أكبر حجماً وأكثر تدميراً، محذرة من أنه في أسوأ الأحوال، قد تلجأ روسيا إلى أسلحة نووية تكتيكية قصيرة أو متوسطة المدى. فيما ينطوي التصعيد الأفقي على توسيع الصراع ليشمل دولاً أخرى، بما في ذلك ربما بعض الدول الأعضاء في الناتو، بحسب الصحيفة الأمريكية التي تقول إنه من وجهة نظر روسيا، فإن الناتو منخرط بالفعل في حرب بالوكالة ضد روسيا. ولم تستبعد الصحيفة انخراط روسيا أو الناتو في تصعيد إلكتروني، عبر شن هجمات واسعة النطاق من جانب أحد الأطراف ضد الأصول العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية للطرف الآخر. وتحدثت عن وجه آخر للتصعيد قد يتمثل في الاستخدام الأكثر انتشاراً (طائرات دون طيار) للهجوم أو الدفاع عن المواقع العسكرية وغيرها، مشيرة إلى أن كلا الجانبين استخدم طائرات دون طيار للاستطلاع والسيطرة على القيادة والضربات. ولفتت إلى أن التصعيد قد يتخذ أيضاً شكل اغتيالات مستهدفة ضد القادة السياسيين أو العسكريين، وهو تكتيك استخدم مراراً وتكراراً، مؤكدة أن التصعيد قد يتخذ شكل جرائم ضد الإنسانية، عبر «الاستهداف المتعمد للمدنيين»، بصرف النظر عن أي غرض عسكري مشروع.