قال مسؤولون من منطقتي زابوريجيا وسومي الأوكرانيتين: إن روسيا كثفت قصفها لمناطق واقعة شرقي أوكرانيا، خارج خط المواجهة الرئيسي في منطقة دونباس الصناعية. وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن هجوما شنته في الآونة الأخيرة جعل قواتها تحتل مواقع مميزة بشكل أكبر، على طول خط جبهة زابوريجيا، وهو ما وصفه مسؤولون عسكريون أوكرانيون بأنه مبالغة. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من تقارير ساحة القتال. وتركز القتال في دونباس، التي تشمل معظم مناطق لوجانسك ودونيتسك، التي تسيطر عليها روسيا جزئيا، والتي تقول موسكو إنها ضمتها. وقال مسؤولون ومحللون: إن الهجمات الروسية تستهدف زيادة العبء على دفاعات أوكرانيا، ومنع كييف من استعادة الأراضي. وقال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا على تيليغرام: إن روسيا قصفت المنطقة 166 مرة خلال إمس، مع استهداف 113 هجوما منطقة، مما أدى إلى مقتل شخص. وقال دميترو تشيفيتسكي حاكم منطقة سومي: إن القوات الروسية شنت 115 هجوما في المنطقة المتاخمة لروسيا في شمال شرق أوكرانيا. وأضاف أن شابا عمره 17 عاما أصيب، ودُمر عدد من المنازل ومنشآت للبنية التحتية. في المقابل، حذر رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، من أن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من قبل الولاياتالمتحدة والناتو، لشن هجمات على روسيا، ستؤدي إلى استخدام أسلحة أكثر قوة كرد فعل من جانب روسيا. وقال فولودين، في منشور على تطبيق (تليغرام)، "إمدادات الأسلحة الهجومية للنظام في كييف ستؤدي إلى كارثة عالمية." وأضاف فولودين، "إذا أرسلت واشنطن ودول الناتو أسلحة تستخدم لشن هجمات على المدن المسالمة، أو محاولات لاحتلال أراضينا، فسيؤدي ذلك إلى استخدام أسلحة أقوى كرد فعل من جانب روسيا"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء تاس الروسية. وانتقد فولودين، حجج الدول الأخرى التي تقول إن "القوى النووية لم تستخدم أبدا أسلحة الدمار الشامل في النزاعات المحلية". وأوضح أن "تلك القوى لم تواجه أبدا وضعا يكون فيه أمن مواطنيها أو سلامة أراضيها على المحك". ودعا رئيس مجلس الدوما أعضاء الكونجرس الأمريكي والبرلمان الألماني، والجمعية الوطنية الفرنسية وغيرهم من البرلمانيين الأوروبيين، إلى إدراك مسؤوليتهم تجاه البشرية. وقال فولودين: "تدفع واشنطن وبروكسل، بموجب قراراتهما، العالم إلى حرب كارثية، وإلى عمليات عسكرية ستكون مختلفة تماما، عما رأوه حتى الآن." وخلص فولودين إلى أنه "بالنظر إلى التفوق التكنولوجي للأسلحة الروسية، يجب على السياسيين في الغرب الذين يتخذون مثل هذه القرارات، أن يدركوا أن هذا قد يؤدي إلى كارثة عالمية، من شأنها أن تمحو بلدانهم". من جانبه، دعا ساسة بارزون من حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، الشريكان بالائتلاف الحاكم بألمانيا، المستشار الألماني أولاف شولتس لسرعة توريد دبابات لأوكرانيا. وقال أنتون هوفرايتر، وهو سياسي بحزب الخضر ويرأس لجنة الشؤون الأوروبية بالبرلمان الألماني "بوندستاج"، في تصريحات لمجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية "لا يتعلق الأمر بالطبع بدبابات ليوبارد2 فحسب، ولكن ذلك يعد دعما حاسما يمكن لألمانيا تقديمه". وشدد على ضرورة البدء "الآن على الفور" بتدريب جنود أوكرانيين على دبابات ليوبارد، كي لا يكون هناك أية تأخيرات أخرى. يذكر أن خبيرة شؤون الدفاع بالحزب الديمقراطي الحر ماري أجنس شتراك هاجمت المستشار الألماني علنا، بسبب الخلاف حول توريد هذه الدبابات. يشار إلى أن الحكومة الألمانية لم تقرر خلال مؤتمر أوكرانيا، الذي عُقد في رامشتاين بغرب ألمانيا الجمعة، إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا، على الرغم من الضغوط الكبيرة من حلفائها، كما لم تصدر الحكومة حتى الآن أي تصاريح (للدول التي تمتلك هذه الدبابات التي تم إنتاجها بألمانيا) بتسليم هذه الدبابات لدول أخرى. وقال هوفرايتر عن ذلك: "ألمانيا ارتكبت في رامشتاين خطأ كبيرا وخسرت مزيدا من مكانتها نتيجة ذلك، يجب تصحيح ذلك سريعا الآن". وأعربت كاترين جورينج-إكارت، نائبة رئيسة البرلمان الألماني "بوندستاج" المنتمية أيضا لحزب الخضر، عن خيبة أملها، وقالت لمجموعة صحف "فونكه" في عددها الصادر أمس: "كنت أتمنى أن تكون الحكومة الألمانية قد مهدت بالفعل الطريق لتسليم دبابات ليوبارد هذا الأسبوع.. أوكرانيا بحاجة ملحة لهذه الدبابات، أوكرانيا لا تدافع عن أرضها فحسب، ولكن عن حريتنا أيضا". كما قال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، إنه يعتزم زيارة أوكرانيا قريبا، في الوقت الذي تواجه فيه برلين ضغوطا للسماح بتزويد كييف بدبابات ألمانية الصنع. وقال بيستوريوس لصحيفة فيلت إم زونتاج الألمانية، في مقابلة نُشرت أمس الأحد "الأمر المؤكد هو أنني سأسافر إلى أوكرانيا بسرعة، ربما حتى خلال الأسابيع الأربعة المقبلة". ولم تتوصل ألمانيا والحلفاء الغربيون يوم الجمعة إلى قرار، بشأن ما إذا كانت ألمانيا ستوافق على إرسال دبابات ليوبارد2 إلى أوكرانيا، أو تسمح للدول الأخرى التي تملك هذه الدبابات بالقيام بذلك، على الرغم من مناشدات أوكرانيا تزويدها بدبابات حديثة، لتعزيز جهودها الدفاعية. وردا على سؤال حول الدبابات، قال بيستوريوس الذي أصبح وزيرا للدفاع الأسبوع الماضي "نجري حوارا دقيقا للغاية مع شركائنا الدوليين أولا وقبل كل شيء مع الولاياتالمتحدة، بشأن هذه المسألة". وقالت مصادر ألمانية: إنها ستسمح بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، للمساعدة في دفاعها ضد روسيا، إذا وافقت الولاياتالمتحدة على إرسال دبابات من عندها، ولكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن إدارة الرئيس جو بايدن ليست مستعدة لإرسال دباباتها، بما في ذلك دبابات إم 1 أبرامز.