في كؤوس العالم ليالي تاريخية لا تُنسى مهما مر الزمن، فيها قدمت بعض المنتخبات نتائج مفاجئة وحققت انتصارات غير متوقعة جعلت تلك الأجيال تظل في ذاكرة كل متابع رياضي، وكان لسان الحال يقول دائماً: هي ليلة لا تُنسى.. كيف انتصروا على الفريق الكبير؟ وكيف قاوموا ذاك المد الهجومي الذي لا يتوقف؟ في افتتاح مونديال 1998 حققت السنغال مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها على حامل اللقب منتخب فرنسا، وفي مونديال 2014 سطر الجزائريون ملحمة تاريخية أمام منتخب ألمانيا، ولكنهم خسروا في النهاية. أما ما حدث اليوم.. فهي قصة مختلفة تماماً ستُكتب في كتب تاريخ المونديال بماء الذهب، نعم هي مباراة لن تُنسى أبداً لأن المنتخب السعودي لم ينتصر على الأرجنتين وحسب، بل سيطر وأبدع وألغى رجاله كل خطورة ممكنة لآلة الأرجنتين الهجومية الساحقة.. كيف لا ورفاق ميسي لم يهددوا المرمى السعودي بشكل واضح إلا في ضربة الجزاء بداية المباراة. ولأن لغة الأرقام هي حديث محبي الكرة فهي تقول إن رجال الأخضر تقاسموا السيطرة على الكرة مع نظرائهم، والأهم من ذلك أن نجومنا قطعوا مسافات في الملعب أكثر من لاعبي منتخب الأرجنتين بنحو 10 كيلومترات. لأننا سعوديون فالهمة دائماً عنواننا، ولا نرضى أبداً إلا بالقمة، ولذا اخترنا عندما نقص شريط انطلاقتنا في كأس العالم أن تكون بدايتنا حديث العالم أجمع، وأن يعترف الجميع بأننا انتصرنا لأننا الأفضل، ولم يكن انتصارنا مفاجئاً أو بمساعدة الحظ.