بعد أن أسدل الستار أمس على مونديال البرازيل 2014 بالمباراة النهائية المثيرة بين الأرجنتينوألمانيا، ودخل طي التاريخ، انتهى العرس الكروي بعد 32 يوماً من التنافس القوي والحماس والإبداع الكروي وخلف في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة ذكريات كثيرة ستظل راسخة في الأذهان إلى الأبد. فإلى جانب بطل نهائيات البرازيل الذي زف الكأس الغالية إلى بيته فإن أحداثاً أخرى لن تنسى أيضا بمرها وحلوها. وفي الحقيقة فإن المر أكثر من الحلو في مونديال بلاد السامبا: وهل يوجد أكثر من مرارة خروج منتخب إسبانيا بطل العالم في جنوب افريقيا 2010، ومنتخب إيطاليا بطل نسخة ألمانيا 2006، ومنتخب انجلترا العريق بطل 1966، ومنتخب البرتغال الذي يقودة رونالدو صاحب الكرة الذهبية منذ الدور الأول؟ ولم تتجرع منتخبات أوروبا فقط العلقم بل كان للمنتخب البرازيلي صاحب الضيافة نصيب، حيث كان ختامه بسيناريو مرعب لم يتوقعه أشد المتشائمين. منتخب السامبا الحالم باللقب العالمي انهار أمام الماكينات الألمانية وشحمت به محركاتها وسحقته بسباعية تاريخية أصابت الجمهور البرازيلي بالجنون.ولا شك أن إصابة نيمار وعضة سواريز من الأحداث المؤسفة التي ستظل مرتبطة في الذاكرة بمونديال بلاد السامبا. التأخير في إنجاز الملاعب أثارت البرازيل جدلا واسعا في الصحافة العالمية قبل انطلاق المونديال بأشهر، حيث تأخرت كثيرا في بناء الملاعب ال12 المخصصة لاحتضان المباريات. وتسبب التأخير في أعمال البناء في خلافات كبيرة بين الحكومة البرازيلية والاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أن يتم إصلاح الشرخ. ولم تنته البرازيل من تجهيز الملاعب إلا قبل سويعات من انطلاق العرس الكروي العالمي، بينما تم إكمال تجهيز بعض الملاعب الأخرى خلال المونديال، كما شمل التأخير تشييد محطات المترو وتعبيد الطرقات وتجهيز المطارات. وعلقت أعمال مشروعات كبيرة قبل المونديال. رقصة بلاتر في كونغرس فيفا خطف العجوز السويسري جوزيف بلاتر الأضواء في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يوم 10 يونيو عندما رقص على خشبة المسرح ضاربا بعرض الحائط كل تهم الفساد التي تلاحق فيفا خلال فترة رئاسته. وفاجأ بلاتر رؤساء الاتحادات المحلية الحاضرين في الكونغرس بتخمره ورقصه مع إحدى الممثلات. وواجه بلاتر لاحقا انتقادات كبيرة من اتحادات هولندا وإنجلترا واستراليا إذ شكلوا حلفا معارضا له وطالبوه بعدم الترشح لولاية جديدة لرئاسة فيفا. الافتتاح الباهت خيبت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل الآمال في حفل الافتتاح، حيث فاجأت العالم بعرض باهت ذي صبغة محلية اقتصر على سرد العادات والتقاليد في بلاد السامبا. بينما كانت الجماهير تنتظر عرضا ضخما في مستوى أكبر بطولة كروية في العالم. ومثلما كان عرض الافتتاح باهتا فإن المنتخب البرازيلي لم يظهر بمستوى جيد في المباراة الأولى أمام المنتخب الكرواتي، حيث فاز 3 - 1 لكن أداءه لم يرتق إلى المنشود ولولا مهارات نيمار لحصلت المفاجأة في المباراة الأولى ربما. خروج إسبانيا عاش المنتخب الاسباني كابوسا مرعبا في البرازيل، حيث سافر حالماً بالاحتفاظ باللقب العالمي والتتويج به للمرة الثانية على التوالي، لكنه تكبد خسارة مذلة منذ المباراة الأولى أمام المنتخب الهولندي بنتيجة 5 - 1. كما خسر الماتادور أمام تشيلي بهدفين لصفر فودع المونديال منذ الدول الأول تاركا خلفه التساؤلات حول سر السقوط الدراماتيكي. فالمنتخب الإسباني كان متألقا خلال المباريات المؤهلة التي نهائيات كأس العالم كما قدم مستوى جيدا في المباريات الودية، لكنه انهار بصفة غريبة في المونديال ولم يقدر على مقارعة الكبار. خيبة الطليان بدأ المنتخب الإيطالي مشاركته في مونديال البرازيل بفوز مهم على المنتخب الانجليزي بهدفين لهدف واحد، وتبادر إلى الأذهان أن الآزوري سينافس بقوة على اللقب، لكنه سرعان ما تراجع ثم انهار ففي المباراة الثانية خسر بشكل مفاجئ أمام المنتخب الكوستاركي بهدف لصفر. وعجز رفاق بالوتيللي في المباراة الثالثة على تعويض النقاط الثلاث الضائعة أمام كوستاريكا وخسروا مرة أخرى امام المنتخب الأوروغوياني بهدف لصفر، وحصيلة النقاط الثلاث جعلت إيطاليا بطلة العالم في ألمانيا 2006 تلحق بالمنتخب الإسباني وتودع المونديال مبكرا. وداع مبكر لإنجلترا ودع المنتخب الانجليزي مونديال البرازيل منذ الدور الأول في مفاجأة من الوزن الثقيل، حيث فشل في منافسة منتخبات ايطالياوكوستاريكا وأوروغواي. ولم يحقق منتخب الأسود الثلاثة ولو انتصارا واحدا، حيث اكتفى بالتعادل في المباراة الثالثة مع المنتخب الكوستاريكي دون أهداف بينما انهزم في المباراة الأولى أمام المنتخب الإيطالي 2 - 1 وخسر موقعته الثانية أمام المنتخب الأوروغوياني بملعب أرينا في ساو باولو بنتيجة 2 - 1. وخلف خروج انجلترا حيرة كبيرة في صفوف الإنجليز والمسؤولين الفنيين في العالم، حيث أصبح رفاق روني يواجهون عقدة كبيرة في المونديال ويخرجون دائما من الباب الصغير. مفاجأة كوستاريكا لا ينسى العالم أبدا مفاجأة المنتخب الكوستاريكي في مونديال البرازيل فقد خطف الأضواء من الكبار ويكفي تأهله إلى الدور الثاني من مجموعة تضم إيطالياوانجلترا وأوروغواي. وتمكن المنتخب الكوستاريكي من الفوز في الدور الأول على أوروغواي بنتيجة 3 - 1 وكرر تفوقه في المباراة الثانية على المنتخب الإيطالي بهدف لصفر، بينما تعادل في المباراة الثالثة مع المنتخب الانجليزي دون أهداف. وفي مباراة ثمن النهائي قلبت كوستاريكا الطاولة على اليونان في اللحظات الأخيرة من الحصة الإضافية الثانية حيث أدركت التعادل وتأهلت إلى ربع النهائي بركلات الترجيح. وفي ربع النهائي عذبت كوستاريكا المنتخب الهولندي وأجبرته على ركلات الترجيح بعد الصمود لمدة 120. وتأهلت الطواحين 4 - 3. تألق الجزائر شرف المنتخب الجزائري الكرة العربية في مونديال البرازيل، حيث وصل الدور ثمن النهائي وخرج مرفوع الرأس بعدما عاند ألمانيا وصمد أمامها حتى الدقائق الأخيرة من الحصة الإضافية الثانية بعدما انتهت المباراة في وقتها القانوني بالتعادل 0 - 0. وعلى الرغم من بدايته المتواضعة بخسارة قاسية أمام المنتخب البلجيكي فإن محاربي الصحراء انتفضوا في المباراة الثانية وفازوا على المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة 4 - 2. وتابع الجزائريون تألقهم في المقابلة الثالثة واقتلعوا التعادل من أنياب الدب الروسي ليتأهلوا إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في تاريخ الكرة العربية. عضة سواريز تعد عضة المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز لمدافع المنتخب الإيطالي جورجيو كيلليني من أشهر الأحداث التي ستبقى راسخة في ذاكرة الجماهير الرياضية من كأس العالم بالبرازيل 2014. ففي المباراة الثالثة من الدور الأول ارتكب سواريز هفوة عبثية فادحة بعضه لكتف كيلليني وهو ما جعل اللجنة التأديبية التابعة لفيفا تسلط عليه عقوبة بالإيقاف 9 مباريات وتجميد نشاطه الرياضي 4 أشهر. ولكن العقوبة الكبيرة لم تمنع برشلونة الإسباني من التعاقد مع مهاجم منتخب أوروغواي. فضيحة البرازيل عاش المنتخب البرازيلي فضيحة مدوية ستظل عالقة في ذاكرة جماهير الكرة إلى الأبد عندما اهتزت شباكه خلال مباراتين فقط في 10 مناسبات. ففي الدور نصف النهائي انهزم بنتيجة 7 - 1 أمام المنتخب الألماني، وهزت الخسارة بلاد السامبا وزلزلت الأرض من تحت أقدام لاعبيه الحاليين والسابقينو حيث عجزوا عن فك لغز السقوط المدوي. ولم يقدر منتخب البرازيل على تضميد جراحه سريعا ومصالحة جماهيره في مباراة المركز الثالث إذ خسر أمام هولندا بثلاثية ليودع المونديال بخيبة كبيرة ويدخل في دوامة من المشاكل بعدما كان يحلم باللقب. تألق حراس المرمى تألق حراس المرمى من أبرز الذكريات التي ستبقى راسخة في الذاكرة من مونديال البرازيل، وساهموا بدور كبير في المستوى الفني المتميز للبطولة وفي رفع حدة الصراع بين المنتخبات. وبرز حراس منتخبات المكسيكوتشيليوكوستاريكا وأميركا والجزائروألمانياوالأرجنتين. وكان نوير حارس ألمانيا الأبرز، ويستحق لقب نجم المونديال لبراعته وتميزه أمام المنتخبات العملاقة في المونديال وعلى رأسها البرازيل، كما تألق حارسا المكسيكوتشيلي أمام المنتخب البرازيلي، حيث منعا مهاجميه من التسجيل، بينما أبدع الحارس الأميركي في مباراة ثمن النهائي أمام المنتخب البلجيكي، وكان حارس المنتخب الجزائري رايس المويلحي من بين المتألقين خلال مونديال البرازيل وقدم مستوى جيدا خصوصا في مباراتي ألمانيا وروسيا. بروز رودريغيز شهد مونديال البرازيل 2014 ميلاد نجم كروي، انضم إلى قائمة الكبار وهو الهداف خميس رودريغيز الذي سجل 6 أهداف خلال 5 مباريات. وخطف المهاجم الكولومبي الشاب الأضواء في مباراة الدور ثمن النهائي عندما أحرز هدفا رائعا في مرمى موسيليرا حارس المنتخب الأوروغوياني بتسدية على الطائر قوية استقرت في سقف الشباك.وبات رودريغيز حديث الجماهير والصحافة العالمية وارتفعت أسهمه إلى السماء في بورصة انتقالات اللاعبين الصيفية. النحس يلاحق هولندا عاند الحظ المنتخب الهولندي للمرة الثانية على التوالي في المونديال على الرغم من أنها كانت من بين أفضل المنتخبات. منتخب الطواحين كان يحلم بتعويض خيبته في جنوبا افريقيا 2010 وخسارته اللقب في المباراة النهائية بتسديدة انييستا المخادعة. وقدم أداء رائعا بشهادة جميع الملاحظين لكن ركلات الترجيح خانته في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الأرجنتين وفشل في الوصول إلى النهائي. هولندا فازت على البرازيل في المباراة الترتيبية وحصدت المركز الثالث لكنها لم تكن سعيدة لأن حلمها الأول كان اللقب العالمي. مهزلة الكاميرون لن تنسى الجماهير مهزلة المنتخب الكاميروني التاريخية في مونديال البرازيل. فالأسود التي لا تروض كانت خارج الموضوع ومرت بجانب الحدث، فالنتائج كارثية والأداء دون المأمول، بل إن عدداً من اللاعبين أتوا بتصرفات غريبة عن الاحتراف وفي مقدمتهم ألكسندر سونغ. كما عاش اللاعبون حربا ضروسا مع الاتحاد الكاميروني بخصوص الحوافز المالية. وراجت شائعات عن تورط الأسود في التلاعب بنتائج مباريات لكن التحقيقات الأولية برأتهم. المنتخب الكاميروني أساء إلى سمعة الكرة الأفريقية ولولا تأهل الجزائر ونيجيريا إلى الدور الثاني لواجهت القارة السمراء خطر تقليص مقاعدها المونديالية إلى 4 بدلاً من 5. غزارة الأهداف حظي مونديال البرازيل بمتابعة جماهيرية كبيرة نظرا لغزارة الأهداف خلال جميع المباريات وكرة القدم تستمد جمالها وسحرها من الأهداف. وشهدت نهائيات بلاد السامبا، تسجيل 162 دون اعتبار نتيجة المباراة النهائية التي أقيمت أمس بين الأرجنتينوألمانيا، وأصبح مونديال البرازيل يحتل المركز الثاني في عدد الأهداف المسجلة بعد نهائيات فرنسا 1998 التي شهدت تسجيل رقم قياسي بمجموع 171 هدفا. وشهدت مباريات عديدة في النسخة التي أسدل الستار عليها أمس نتائج كبيرة مثل فوز ألمانيا على البرازيل 7-1 وتفوق هولندا على اسبانيا 5-1 وفوز ألمانيا على البرتغال 4-0. وحقق الالماني توماس مولر لقب هداف مونديال 2010، برصيد 5 أهداف، وسبقه زميله ميروسلاف كلوزه في تحقيق اللقب في مونديال 2006، ونجح كلوزه في تحطيم رقم رونالدو في عدد الأهداف في كل كؤوس العالم عندما سجل 16 هدفا قبل مباراة النهائي أمس. أحلام رونالدو سافر البرتغالي كريستيانو رونالدو الى البرازيل بأحلام كبيرة وطموحات لا حدود لها، فقد كان يهدف الى تحقيق إنجاز تاريخي وقيادة المنتخب البرتغالي الى الفوز بلقب كأس العالم وهو ما سيضمن له آليا التتويج بالكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفنه فقد ودع نهائيات البرازيل منذ الدور الأول بعد عرض مخيب في المباراة الأولى وخسارة أمام ألمانيا برباعية كاملة؟ وعانى رونالدو خلال المونديال من الإصابات حيث لم يكن في كامل لياقته البدنية. هجوم اقتحام ماراكانا اقتحمت مجموعة من هوليغانز تشيلي ملعب ماراكانا قبيل انطلاق مباراة منتخب بلادهم وإسبانيا لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول. وهاجم المشاغبون بوابات الملعب الخاصة بدخول رجال الإعلام وتجاوزوا أعوان الحراسة واقتحموا المركز الإعلامي وقلبوه رأسا على عقب وسط ذهول وفزع الصحافيين. وتدخلت الشرطة لاحقا واعتقلت عناصر الهوليغانز.وتعد الحادثة الأخطر في المونديال في ما يخص الشغب. نيمار يقلب المونديال قلبت إصابة المهاجم البرازيلي نيمار الخطيرة في العمود الفقري بعد تدخل عنيف من لاعب المنتخب الكولومبي زونيغا المونديال، وجاءت على رأس قائمة أبرز أحداثه، وأصيب نيمار بكسر على مستوى الفقرة الثالثة من العمود الفقري وودع المونديال مبكرا ليترك منتخب السامبا في ورطة، حيث انهار في غيابه. ومثلت إصابة نيمار منعرجا حاسما في مونديال البرازيل حيث خرج أصحاب الأرض وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام المنتخبين الأرجنتين والألماني ليتأهلا الى المباراة النهائية. وقرر فيفا لاحقا عدم تسليط عقوبة على اللاعب الكولمبي زونيغا واعتبر أن تدخله كان خالياً من نية وتعمد إيذاء نيمار.