مع رفض أوكرانيا التفاوض مع روسيا ما لم تنسحب قواتها من أراضيها، فإن فرص حل الأزمة التي تقترب من طي شهرها التاسع تبدو بعيدة المنال، وأظهرت تصريحات لمسؤولين أوكرانيين ارتباكا وتناقضا في موعد انتهاء الحرب، إذ استبعدت كييف إنهاء العملية العسكرية الروسية بحلول الربيع القادم. وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك خلال منتدى «هاليفاكس» للأمن الدولي إنه من غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من إنهاء الحرب في هذا الموعد. وأفاد بأن موسكو لم تتواصل رسميا مع بلاده، بشأن احتمال عقد محادثات سلام، لكنه أكد أنه يجب انسحاب القوات الروسية بالكامل قبل حصول أي مفاوضات. وقال في مداخلة عبر الفيديو أمام المنتدى «لم نتلق أي طلب رسمي من الجانب الروسي بشأن المفاوضات». واعتبر أن أي محادثات غير مبنية على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليًا لن «تكون مقبولة». وكان نائب وزير الدفاع الأوكراني فولوديمير هافريلوف، قال في وقت سابق إن القوات الأوكرانية قد تعود إلى شبه جزيرة القرم بنهاية ديسمبر وتنتهي الحرب بأكملها مع روسيا بحلول الربيع. ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية «يوكرينفورم»، اليوم (الأحد)، عن يرماك قوله: إن أوكرانيا حققت هذا العام نجاحا في ساحة المعركة، وحررت خيرسون، وتقدمت في اتجاه خاركيف، إلا أنه أكد أن هذه الحرب مستمرة. وأضاف: لست مستعدا لتحديد اليوم والوقت بالتحديد اللذين ننتصر فيهما، لكن هذا سيحدث بالتأكيد، وفق قوله. من جهة أخرى، لم يستبعد احتمال وقوع ما يعرف بنظرية «البجعة السوداء» داخل روسيا، أي الأحداث المفاجئة والتي لا يمكن التنبؤ بها في الأشهر القادمة. لكنه رأى أنه حتى دون حصول مثل هذا الحدث، فإن الجدول الزمني للوصول إلى القرم «ممكن». وردا على سؤال عما إذا كانت الحرب يمكن أن تنتهي بحلول 24 فبراير – الذكرى الأولى لانطلاق النزاع- قال «لنكن واقعيين، أعتقد أن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت». لكنه أضاف أنه «يشعر أنه بنهاية الربيع ستنتهي تلك الحرب»! ومنذ سبتمبر الماضي، تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا على القوات الروسية، ونجحت خلاله في استعادة عدة مناطق، أبرزها مدينتا ليمان وخيرسون. وعقب استعادة السيطرة على خيرسون، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتعمد تدمير جميع «البنى التحتية الحيوية» في خيرسون.