فيما يتضور الموظفون والمتقاعدون جوعاً جراء قطع المليشيا مرتباتهم أكثر من 6 سنوات، كشفت مصادر موثوقة ل«عكاظ» حجم أموال وفساد قيادات الحوثي فيما يسمى ب«العرض العسكري» الذي أقامته خلال الأسابيع الماضية. وأوضحت المصادر أن المليشيا صرفت أكثر من 38 مليار ريال يمني و5 ملايين و200 ألف دولار أمريكي، مبينة أن وزير مالية المليشيا الحوثية رشيد أبو لحوم سحب مبالغ مالية من عدد من الهيئات والمؤسسات بأوامر مباشرة منه لتمويل العروض العسكرية وأحالها إلى اللجنة الخاصة بالفعاليات التي يرأسها عم زعيم المليشيا المعين وزيراً لداخلية الانقلاب عبدالكريم الحوثي، منها 18 مليار ريال يمني من البنك المركزي فرع الحديدة من عائدات ميناء الحديدة وسفن المشتقات النفطية التي تودع في حساب أنشأته الأممالمتحدة بناء على اتفاق ستوكهولم والتي كانت مخصصة لصرف مرتبات الموظفين. وقالت المصادر: سحبت المليشيا مبلغ 12 مليونا و200 ألف دولار من حساب مؤسسة موانئ البحر الأحمر في بنك كاك بنك الحكومي في الحديدة فرع الحي التجاري، ومبلغ 4 ملايين دولار من حساب الهيئة العامة للطيران في بنك كاك بنك في شارع الزبيري بالعاصمة صنعاء، كما سحبت مبلغ 6 مليارات ريال يمني من شركة الاتصالات الحكومية «يمن موبايل»، ومليار ريال من حساب هيئة النقل البري، و10 مليارات ريال يمني من موارد الضرائب والجمارك لدى وزارة المالية، فضلاً عن الأموال التي فرضتها على القطاع الخاص (الشركات والتجار والمحلات التجارية والمواطنين) في مناطق سيطرتها.وذكرت المصادر أن عائدات الهيئات (الزكاة والأوقاف والبريد) لم تسلم من بطش المليشيا، إذ سحبت من حساباتهم مبلغ 3 مليارات ريال يمني، مبينة أن المليشيا خصصت جزءا من تلك الأموال لتصميم مجسمات صواريخ باليستية تم عرضها على أنها صواريخ تمتلكها المليشيا. يأتي الفساد الحوثي فيما يواجه أكثر من 18 مليون يمني الجوع وسط تقديرات بتجاوز نسبة الفقر 80%، إذ يعيش نحو 4 ملايين يمني في خيام مشردين جراء الحرب التي تشنها المليشيا ضدهم، وقتل نحو 300 ألف شخص.