لا تستغرب التضحيات والشجاعة من أبناء الوطن الذين يقدمون أرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين في جميع المواقع، حيث إن القصص تطول لتضحيات الكثير من أبناء المملكة ولن تكون الأخيرة حتى وإن كانت تضحيات أربعة شبان من محافظة تربة حديث الناس والمجالس والمواقع بعد إنقاذهم لعائلتين من «الجنسية المصرية خمسة أشخاص وعائلة سعوديه ثلاثة أشخاص» رغم المخاطر التي واجهتهم ولكنهم استطاعوا الوصول لثمانية أشخاص ونقلهم على«شيول» إلى بر الأمان في مشهد بطولي يقف له الجميع احتراما. ناصر بن عايض بن عريج يروي ل«عكاظ» كيف استطاع وزملاؤه إنقاذ المحتجزين في السيول قائلا: "كنت مدعوا على زواج أحد الأصدقاء على مسافة 40 كيلو وتأخرت بسبب تأخير كوي ملابسي في المغسلة وبعد أن قطعت ما يقارب 25 كيلو باتجاه الزواج كنت مُتعبا جدا وأجريت اتصالا بأحد الأشخاص المتواجدين في الحفل ليقدم الاعتذار للعريس والداعين، وعند عودتي للمنزل اتصل بي أحد الأصدقاء وأخبرني بخروجهم إلى أحد المواقع القريبة من منزلي. وأضاف: عند وصولي إلى الموقع وتناول الشاي جاء اتصال لأحد الأشخاص وكان يخبره بوجود سيارات محتجزة في الوادي وبها عائلات حتى أنني كنت أسمع صوت صراخ سيدة تستنجد أثناء الاتصال. وأضاف ابن عريج، انطلقت ومعي شخصان وبصفتي أعرف الموقع انتقلت مع طريق مختلف لكن كثافة السيل وجريان الوادي كادا يفقدنا حياتنا ومع ذلك واصلنا حتى الوقوف على الحالات المحتجزة، وكان موقفا مهيبا يدمي القلوب وصراخ النساء يشق ظلام الليل، وفي هذه الأثناء وصل ناحي بن ناصر البقمي يقود الشيول لنصعد أنا و طلال حمود البقمي وفيحان مناحي البقمي على الشيول لنقترب من العائلة السعودية حيث قمت بإخراج الأم وابنتها في الشيول ومن ثم الاتجاه إلى السيارة الثانية للعائلة المصرية والمكونة من الأب وزوجته وطفل عمره شهران وشخصين معهم وتمكنت ولله الحمد وزملائي من إخراجهم. وأشار البقمي إلى أن صرخات الأم «طلعوا عيالي» لا زالت في أذني، وبحثنا عن أبنائها حتى عثرت على أحدهم متمسكا في شجرة وتم إخراجه ونقلهم على سيارتنا حتى تسليمهم للهلال الأحمر والجهات المختصة في الموقع. وواصلنا البحث طوال الليل مع الجهات المختصة من الدفاع المدني حتى عثرنا على الشخص المفقود رحمه الله. واعتبر البقمي العمل الذي قام به وزملاؤه واجبا إنسانيا ووطنيا لمن يحتاج للمساعدة تعودنا عليه من قيادتنا وآبائنا وأجدادنا؛ فمساعدت المحتاج وخاصة الذين يشرفون على الموت أمر مفروغ منه. وقال ابن عريج، إن الموقع يتكرر فيه الغرق حيث قمت بإنقاذ أحد الأشخاص قبل سنوات في نفس المكان. وختتم البقمي حديثه بأن الدعوات من المواطنين التي وصلتنا بعد انتشار المقاطع جعلتنا نشعر بالسعادة لإنقاذ أرواح كادت أن تذهب في السيول. مطالبين بإعادة النظر في الموقع الذي يحتجز الناس وقت الأمطار.