ذهب سيل "الإديرع" وبقيت القصص البطولية التي قادتها "الفزعة" خالدة في أذهان من شهدوا السيل وهو يزمجر ملتهماً الأرض وما عليها، كما بقيت صرخات المستنجدين تتردد في أنحاء "وادي الإديرع" قبل أن ينتهي "يوم الغرق" الذي أصبح ذاكرة تختزن تاريخ بطولات المنطقة. دفعت "الفزعة" الشاب ضيدان بن هزاع الضيدان (16عاما) لدخول الإديرع مع أحد أصدقائه ليمدا حبلاً ل"جيب ربع" احتجزته السيول قبل أن يهيج الإديرع، يقول ضيدان: خرجت من منزلي ظهراً إلى المدرسة وعند وصولي إلى المدرسة أخبرونا بأن الدراسة علقت لأن الدوام كان مسائياً، فاتصلت على والدي أستأذنه بأن أذهب مع اثنين من زملائي إلى عقدة لأن الجو كان ممطراً في بدايته، ثم وصلنا إلى بداية إديرع وإذا بالوادي يبدأ بالجريان وكان داخله سيارة (جيب ربع) محتجزة فنزلت وزميلي لمحاولة إيصال الحبل إلى السيارة لسحبها وزميلنا الثالث بقي في السيارة فكنت أجيد السباحة وماهراً جداً فيها فحاولت أن أكون مع من ينقذ المحتجز وكان الوادي بسيطاً والماء لا يصل إلى الركبتين ووصلنا للسيارة وعند وصولنا احتدم الوادي فركبنا فوق الجيب وسار بنا إلى شجرة طلحة لنحتمي بها وبعد دقائق وصل عدد من السيارات إلى نفس الشجرة فتجمع ما يزيد على 12 شخصاً. ويضيف ضيدان: كان التجمهر كبيراً على (الكبري)، وكنت أعاني من البرد ولم نأكل شيئاً من بعد الإفطار إلى العصر، وبعد ما يقارب الساعتين، أحضروا لنا حبلاً فرموه لنا وكان مربوطاً فيه طوق نجاة كي يصل إلينا وعند وصوله نزل أحد الشباب وأحضره، فرفض الجميع كل شخص يقول للآخر أنت الأول، فقام أحد الأبطال المحتجزين لا أعرف اسمه وأصر علي أن أكون أنا أول شخص ينقذ نظراً لصغر سني، وكنت أرتجف برداً فقال أنت أصغرنا وتعاني فستكون أنت الأول". ويتابع ضيدان: ربط الحبل وأخبرني أن أحاول رفع الحبل وأن أبقى مستقيماً قدر الإمكان كي لا يقلبني الماء، فكنت أجيد السباحة ولكن مع قوة دفع الماء لم أستطع مقاومتها فقلبتني والشباب فوق الجسر يسحبون الحبل فبدأت أتقلب في الماء وكادت أنفاسي تنقطع فكنت أخرج وأتنفس وأتشهد رافعاً إصبعي ثم يقلبني الماء وأغوص إلى الأسفل والحبل يرفعني مرة أخرى حتى وصلت الجسر وكنت في حالة يرثى لها قريب من الإغماء". وأضاف: "عند خروجي لم أستعد الوعي إلا في مستشفى الملك خالد فالحمد لله والشكر له أولاً ثم لأهل النخوة أهل حائل". أما وليد الضيدان عم ضيدان، فقال إنه كان موجوداً خلال الحادثة حيث شاهد من فوق جسر وادي الإديرع زحاماً لإنقاذ شخص وإخراجه من الوادي. وأضاف: "شاركت معهم ولم أتوقع أن المُنقَذ هو ابن أخي". وقال هزاع والد ضيدان إنه كان يتابع المحتجزين في التلفزيون ولم يدر بخلده أن ابنه الوحيد هو ذاك الشخص الذي تم سحبه. وأضاف: " كنت أتابع مع ابني باستمرار على الجوال وبعد العصر صرت أتصل ولا يرد الهاتف فبدأت أتخوف ومع اقتراب المغيب وصلني اتصال من زميل ابني وأخبرني بأن ضيدان صحته جيدة، ثم تحدث معي ضيدان وطمأنني، وذهبت لهم ولم أتوقع أن الوضع كان مأساوياً إلى هذا الحد إلا عندما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع إنقاذ ابني فحمدت الله على نجاته". وتابع: "عندما روى ضيدان قصة الفزعة والحمية التي تعامل بها أبناء حائل لإنقاذه حمدت الله أنني من حائل".
img loading="lazy" class="alignnone size-full wp-image-21110" src="https://www.almowaten.net/files/images/2110510.jpg" width="500" height="333" title="بالصور.. "المواطن" تنقل من بيت محتجز وادي الإديرع حكايات مهيبة في مواجهة السيل 4"
img loading="lazy" class="alignnone size-full wp-image-21111" src="https://www.almowaten.net/files/images/2110511.jpg" width="500" height="333" title="بالصور.. "المواطن" تنقل من بيت محتجز وادي الإديرع حكايات مهيبة في مواجهة السيل 5"
div class="addthis_inline_share_toolbox_3adf" data-url="https://www.almowaten.net/?p=21105" data-title="بالصور.. "المواطن" تنقل من بيت محتجز وادي الإديرع حكايات مهيبة في مواجهة السيل"