تعودنا أن نرى على سفوح الجبال المقابر لصلابة المكان واستمرار الزمان.. لا الوديان وما تجرفه.. هكذا تحولت البقعة الساكنة شارع التحلية التي كانت تسمى ب(النادي الأهلي السعودي) حيث كان المكان جبلاً من التاريخ زماناً ومكاناً ورجالا. كان هذا بمعية (عاملَين) يعملون في النادي استطاعوا أن يحوّلوا المكان الحي إلى ثكنة ثم.. إلى مقبرة.. ولن أبالغ إن قلت مقابر جماعية. أعلم أن العنوان قاسٍ جداً.. لكن تلك الأرواح التي تعلقت بهذا الكيان.. تلك الأنفس التي تنفست الأهلي حتى بات لهم أسلوب حياة، تلك الأقدام التي سارت من أجل شعاره، تلك الهتافات التي زأرت لألوانه.. سحقوا كل شغفٍ في صدورهم وعقولهم. هذا صنيعة عمل رئيس ومرؤوس .. عفوا.. مرؤوس ورئيس.. عفوا .. لا أعلم من فيهما الرئيس.. فالمشهد أراه مشهداً بطولياً قاما به حيث لم يسبقهما عليه أحد من الأندية الكبيرة .. فقد استطاعا السقوط بالأهلي.. وبذلك حملا شهادة (عار) من تاريخ لن ينساه لهم من تنفس الأهلي. أعرف أن الأهلاويين يستحون من بعضهم البعض.. لذلك ورغم اعتراضي الشديد على طريقة عمل الرئيس السابق الأستاذ عبدالإله مؤمنة إلا أنه حين خاطبه الأهلاويون استجاب ورحل.. لذا سنتذكر (أدبه) مع ناديه خيرا.. أما هؤلاء.. فلن نستغرب منهم مالم يعد مستغرباً.. فلم يفكروا (أدباً) بالاعتذار للأهلاويين عن أفعالهم بل لم يستح أحدهم من الآخر ليستقيل، بل لم يستح أحد من نفسه ليرحل بعد توقيعهم على صكوك العار.. لعل في ذلك خيره .. ويكون الأمر بيد الجمهور. ماحدث للأهلي لم يكن غباء.. لم يكن بلادة.. لم يكن سوء عمل.. وبعض الجُمل عليها ألا تكتمل كي لا يسقط الجَمل وتكثر سكاكينه. فواصل منقوطة؛ أو هي فاصلة ملغومة.. هناك في الداخل من يحاول ثبات أساسات النادي.. وهذا أمر جيد يجعل شعرة الأمل للعودة باقية.. سنذكرهم ونشكرهم يوماً وسط الركام. حراس المقبرة .. ستجعلون اللثام غطاء لسواد وجوهكم.. ماحييتم. أخيراً.. عدنا حين قلنا: السلام عليكم دار قوم مؤمنين..