في ظل التطور الإيجابي المتسارع مقداراً واتجاهاً، كان نصيب المرأة وافياً ومنصفاً دفع بها ذلك من الهامش إلى الصفوف الأولى، في دولة رأت قيادتها أن ارتقاء المجتمع لا يكتمل إلا بالنصف الآخر، وأن صناعة الحاضر بتمكين المرأة في شتى النواحي يأتي بمستقبلٍ باهر يؤتى أكله بأجيال قادرة على بناء أمة، مستمداً ذلك من الدين الإسلامي الذي كرم المرأة، وأكد إنسانيتها، وأهليتها للتكليف، والمسؤولية والجزاء ودخول الجنة واعتبرها إنساناً كريماً له كل ما للرجل من حقوق إنسانية، متساويان في التكليف والمسؤولية، متساويان في الجزاء والحساب (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً). وإذا أعدنا النظر إلى العقود الماضية كانت المورثات المجتمعية السائدة، وكان وجود المرأة مقتصراً على قلة قليلة من الأكاديميات والمثقفات وسيدات الأعمال، ضمن سياق محدود جداً، أدى إلى طمس ملامح الأنثى الحقيقية ووضعها في صورة مبهمة ضمن إطار ضيق. إذ لم تكن قيادة المركبة أكبر طموحها، فتلك التي قادت الأسرة من الداخل قادرة على أكبر من ذلك. واليوم استطاع العنصر النسائي من جميع الشرائح المجتمعية والثقافية إثبات قدرتهن على إدارة عجلة السياسة والاقتصاد والعلم جنباً إلى الرجل والشواهد كثيرة. لقد تجلت الصورة أمامي بالحضور القوي للعنصر النسائي في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة؛ دقه وحرفية في العمل، لباقة في التعامل وتناغم رائع دفعني إلى الفخر بكوني أنثى أعيش في بلاد تحكمها قيادة فذة آمنت بقدرات النساء وأولتهن الدعم الكامل في مختلف القطاعات.