قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. إن البشرية لم تعرف ديناً، ولا حضارةً، عُنيت بالمرأة أجمل عناية، وأتمَّ رعاية، وأكمل اهتمام كالإسلام، فقد تحدَّث عن المرأة، وأكّد على مكانتها، وعِظَم منزلتها، وجعلها مرفوعة الرأس، عالية المكانة، مرموقة القدر، لها في الإسلام الاعتبار الأسمى، والمقام الأعلى، تتمتّع بشخصية محترمة، وحقوق مقرّرة، وواجبات معتبرة. نظرَ إليها الإسلام على أنها شقيقة الرجل، خلقاً من أصل واحد؛ ليسعد كل بالآخر، ويأنس به في هذه الحياة، في محيط خير، وصلاح، وسعادة. والنساء للإسلام ركائز، وأسس، ودعائم، شيد عليها بناؤه. والنساء وصية النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قال (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً) "أخرجه الأربعة"، وقال عليه الصلاة والسلام: (اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ)"أخرجه مسلم". والنساء شقائق الرجال، قال عليه الصلاة والسلام:(إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) "أخرجه الأربعة". والإسلام جاء ليكرّم المرأة، ويعلي من شأنها، بعد أن عاشت سنين العبودية، والعذاب، والذل، أكرمها بعد أن كانت تقتل، خوفاً من العار، قال-تعالى-:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}. وأكرمها فأعطاها حقها في الميراث، قال-جل جلاله-: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ}. والنكاح، قال عليه الصلاة والسلام:(لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ)"متفق عليه"، والعمل المحتشم، المناسب لتكوينها، من تعليم، وتمريض، وهندسة، وصناعة. إن ما يمارس على النساء اليوم، من تنقص لهم، ولدورهم المجتمعي، من قبل بعض المنتسبين للتدين -زوراً-، أو الآباء، أو الإخوان بداعي الرجولة؛ لهو جهل مركب، ورجولة مزيفة، ورجعية مقيتة. وهو لا يقل جرماً عن الوأد الموجود في أيام الجاهلية. فالإسلام براء من كل هذه التصرفات، والإسلام براء من كل هذا التشدد الذي ما أنزل الله به من سلطان، والإسلام براء من كل هذه الرجولة التي لا تظهر، إلا على النساء. أين هم عن قوله صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ) "أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي". أين هم عن قوله صلى الله عليه وسلم:(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)"أخرجه أبو داود، والترمذي". أفبعد كل هذه الوصية، يساء التعامل معهم؟! ليست نساؤكم حلى وجواهراً خوف الضياع تصان في الأحقاق ليست نساؤكم أثاثاً يقتنى في الدور بين مخادع وطباق فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا فالشر في التقييد والإطلاق