سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك -رعاه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: يسرني من خلال هذا المنبر الإعلامي الجميل أن أشارك ببعض المقترحات وأضع بعض التساؤلات، لعلي أجد لها إجابة من قرائنا الكرام بشأن ما يُطرح بين الحين والآخر في هذه الصحيفة العزيزة وبعض الصحف الأخرى حول منح المرأة الفرصة في ممارسة دورها في هذا المجتمع وخصوصاً ما تم المطالبة به مؤخراً من مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية. وأتمنى مشاركة الجميع في هذا الموضوع لكي نصل لقناعات وحلول تتوافق مع ما يمليه علينا ديننا الحنيف، حيث إن ديننا الإسلامي منح للمرأة الإرادة والمكانة الاجتماعية المرموقة، فلها حقوق البيع والشراء (حرية التجارة)، وحقوق الإرث والتصرف بأموالها وكذلك إعفائها من النفقة حتى في حالة غناها، ومنحها حقوق التعلم والتعليم وكذلك منحها فرصاً عديدة من الصعوبة حصرها في هذه الأسطر، فهناك أسس تكفل للمرأة حقوقها وضعت لتصون كرامة المرأة وحمايتها. وقد شاركت المرأة في مجتمع النبوة والخلفاء في شتى مناحي الحياة والأمثلة كثيرة في هذا الأمر. والجهد المبذول من الجنسين له حسابه الكامل وتقديره العادل، كما أخبرنا الحق تبارك وتعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1، وقال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إنما النساء شقائق الرجال). فالمرأة ما هي إلا امتداد للرجل ولها أدوارها المؤثرة في صناعة التاريخ الإسلامي، فهي عنصر مكمل للوجود البشري لا تنتظم الحياة بدونه، ولها الحق في توفير فرص العمل لها.. توفير فرص التدريب.. فرص التكافؤ.. توفير أنماط اجتماعية وثقافية تمكن جميع أفراد المجتمع من تقبل فكرة تواجد المرأة. ويتطلب السعي حثيثاً في عملية تنمية المرأة السعودية لكونها نصف المجتمع وباعتبارها الدافع الأساس لعملية التنمية الاجتماعية. ونتمنى أن لا تكون العادات والموروثات الثقافية هي من يحدد هذه المشاركة وليس تعاليم ديننا السمحة، فمهم جداً التفرقة في ذلك. ومطالبة المرأة بأخذ حقوقها مطالب منطقية نظراً لما تشاهده من سيادة الرجل لكل الفرص التي تشعر بأن من حقها الخوض فيها والمشاركة بفعالية لتساهم بدورها في معالجة القضايا والهموم الاجتماعية، فأحياناً الواقع الاجتماعي يفرض على الجميع التمهل ومنح الفرصة للمرأة ولكن بطريقة تدريجية بعيدة عن القفز على ما يخالف ضوابطنا الشرعية. وهذا بلا شك ما ينشده الجميع. وإذا تمعنا قليلاً في واقع المرأة وما تواجهه من ممارسات من البعض نجد أنها تواجه سواء سلطة الرجل داخل المنزل أو من تسلط المجتمع بشتى الطرق، وقد يتصور البعض بأن المرأة عندما تمارس دورها في الحياة بأنها ستسلب الرجل فرصة العمل وستقوم بتهميشه، والبعض يتصور بأن المرأة لن تثبت وجودها إلا بممارسة كل أنواع الأعمال التي برع فيها الرجل. السؤال الذي يحيرني دائماً وأتمنى الإجابة عليه هو ماذا يريدون من المرأة وكيف ينظرون إليها؟ فمنذ الأزل وهي تحاول إرضاء الرجل.. تحاول أن تكيف أوضاعها النفسية والاجتماعية حسب مرئياته وأحكامه ولكن دون فائدة.. فمتى يأتي الوقت لنأخذ بيدها إلى بر الأمان؟ فلابد أن نعرف بأنه ليس هناك صراع بين الرجل والمرأة، فلكل منهما خصائصه المميزة، فالعلاقة تكاملية لتأدية وظائفهما الحيوية في هذا المجتمع الكريم، فلنشد على يد المرأة لكي تساهم باقتدار في نهضة الإنسان والرقي الحضاري بصوره كافة ولنستفيد من القدرات والنبوغ في العنصر النسائي لما يعالج قضايانا ومشكلاتنا الاجتماعية التي نجد أنفسنا أحياناً عاجزين أمامها لإغفالنا لدور المرأة. علي بن عوض با خريصه - أمين عام المجلس البلدي بحائل