تغير العيد، وفرحته اختلفت عما كانت عليه في الماضي وقد يجدون كبار السن أن للعيد زمانا فرحة وبهجة ومحبة للتزاور فيما بينهم، حيث يلتقون بعد صلاة العيد في مكان معين في الحي وكلٍ منهم يحضر ما لديه من الأكل والطعام على حسب استطاعته، ويتعايدون -كبارهم وصغارهم- ويتبادلون التهاني وتسود بينهم الألفة والتسامح والأخوة والوئام، أما الآن فنادرا ما يعايد الجار جاره أو أحد أقرباءه، وإن حصل فمعظم الناس عن طريق الهاتف ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني وما شابه ذلك من وسائل العصر الحديثة المتطورة التي أذهبت فرحتنا بالعيد واجتماعنا وتزاورنا. أين الحميمية والمحبة والأخوة والألفة والترابط؟ أين التزاور في البيوت وتبادل التهاني بالعيد السعيد؟. يخرج الكثير من المصلين يوم العيد ذاهبا إلى بيته أو شقته التي يسكنها ثم يقفل بابه وينام حتى المساء، لا يشعر بفرحة العيد ويحرم أطفاله من الفرحة والسرور واللعب مع أبناء الحي والأهل والأقارب، وتذهب أيام العيد وأنت لم تعايد جيرانك وأحبابك وأقاربك ولم تجد حيلة أو وسيلة سوى رسائل الجوال التي لا تفي بالغرض ولا تبني جسورا من المحبة والألفة والتسامح. حجب العصيمي مكة المكرمة