قيل: «هناك قلوب قدرها أن تمنح الحب وإن أُجْحِفت، فلا يتوقعن إنسان أن تكون حياته هادئة خالية من المشكلات والآلام».. وهناك من يتعرض لمواقف تجاسُر الزَلَم وكمد البهتان، فيعتاد مقابلة الإساءة بالغفران، لا يتأثر بعبث الآخرين إنما يُحقِره بسَهْوة النسيان.. فهل من ضاقت عليه حيل التشفي يلجأ إلى سلاح «الافتراء»؟ وهل من تعوَّد على «الظلم» لا يستطيع أن يفهم «العدل»؟ •• •• •• حين ننحني لعتمة «الافتراءات» مثل خجل الفقراء؛ سوف ندخل في قصص لا تنتهي، نوزع الحزن بغير حساب في كل الجسد.. أما عندما نُجالِد وجع «الفِرْية» الجائرة بابتسامة تخرق عينها؛ سننتفض لنشقَّ طريقنا فوق بحر «الطمأنينة» كما تشقُّ السفينة موج البحر.. بذلك؛ نرفُد أعماقنا من تجارب الواقع، فنُشرِّع لذواتنا عناصر ولادة جديدة تبث «الاستبشار» في دواخلنا وإن أيقنَّا أنه مجرد حلم. •• •• •• وبين حدي «الإفصاح» و«التخفي» مسافات؛ فالكريم يتقضَّى وده فيُخفي القبيح ويُظهر الإحسان، أما اللئيم فيتصرَّم حبله ليُخفي الجميل ويُظهر البهتان.. وبين حافَّة «الحق» و«الإفك» سحابات تُحوِّل الآدمي إلى مربع من الرعود الثائرة، حسب حركة الرياح التي تُسيَّرها؛ شديدة أم هادئة.. وبين شفير «الثِقة» و«الفِرية» مساحات تفرش الأرض سجادا ملونا تحت أقدام المظلوم، تُزِيد أو تُنقِص مشروع التواجد بين الإنسان والإنسان. •• •• •• وسط أتعاب الحياة وبلحها؛ نستورد ملاذات تطهير أنفسنا العميقة، وعند «غيض تلفيق» قاسٍ للروح؛ تُجلب فضفضة قلب تسكن غابة الذات.. وفي «شِدة ظلم» مُثقَل بعناصر الدهشة؛ تغمرنا حياة مضيئة بملامح انتعاشه تلتقي في منعطف النفس بالأمل والتفاؤل، واحتفاء بالدنيا وأناقتها.. أما من أصابه «انبعاجة افتراء» وتسربت إلى نسمات رئته؛ فيطويها بثوب من قماش ناصع البياض ليتوارى وهجها ويعود لحياته الوضاءة. •• •• •• وعند قول ابن حزم: «من يقترب من عدوه قاتل نفسه»؛ فإن الانحناء أمام حائط «الافتراءات» يغري بالامتطاء فيتلاشى شئياً فشيئاً.. هؤلاء الجائرون الذين يتظاهرون بالمزاح ويخفون اللمز؛ مواد طاردة للمحبة والألفة بين الناس، ولن يغيرها ما تراكم من غبار السنين.. فإذا تعلَّمنا العوم لنجاة باخرة أعمارنا العائمة في بحار العلاقات؛ سوف نتجاوز أوجاع الزمان وبشاعة الظروف التي جمعتنا بأولئك الأفاكين. عتمة الافتراء قصص لا تنتهي توزع الحزن بغير حساب الإفصاح والتخفي الكريم يتقضى الود واللئيم يتصرم البهتان المفترون الجائرون مواد طاردة للمحبة والألفة بين الناس وجع الفِرية مجالدتها بابتسامة طمأنينة تخرق عينها RAlbaidhani@ كاتب سعودي