تعدّ الابتسامة أجمل لغة في الحياة، فهي الإضاءة الطبيعية لوجه الإنسان، والإشراقة المنيرة لطريق سعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة، والرضا وراحة الضمير. وهي ظاهرة حضارية وإصلاح لمزاج الإنسان والتوازن بين عناصر جسمه، بل هي خير علاج لعقل الإنسان الباطن ولقلبه الشادن بالمحبة والخير. وقد أجريت أبحاث كثيرة عن الضحك وتأثيراته المفيدة في القلب، فالضحك يحرِّك عضلات البطن والصدر والكتفين، وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة، والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبَّه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس. يحتاج الإنسان عادة إلى الراحة الجسدية والنفسية، وخاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمُنغِصات تطاردنا في كل مكان، وعلينا أن نرضخ للأمر الواقع، ونرتفع فوق هذه المنغصات ونرسلها ابتسامة هادئة ساخرة من كل هذه الأحداث، حتى تحفظ توازننا العقلي، والسكينة لأنفسنا، أو نرسلها ضحكة مجلجلة. فالضحك هو ضرب من ضروب المناعة النفسية التي تحول بيننا وبين التأثر بما نتعرض له من ضغوط في هذه الحياة, وما أكثرها. وعلى هذا، فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور, نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم, ولقد صدق من قال: «شر البلية ما يضحك».