شهدت جلسة البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس جديد للعراق، أمس (السبت)، انقسامات حادة وسجالات إعلامية غير مسبوقة تركزت حول عدد النواب الذين دخلوا قاعة البرلمان، وعدد المقاطعين للجلسة والمعترضين على تسمية مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد رئيسا خلفا للرئيس الحالي المنتهية ولايته برهم صالح. الأرقام التي استقرت بحسب الدائرة الإعلامية للبرلمان عند عتبة ال 202 نائب مثّلت إعلانا بعدم اكتمال النصاب القانوني الذي أوجبه الدستور لجلسة انتخاب الرئيس ضمن المادة 76، والتي حددت أن يكون أعداد المصوتين 220 نائبا (الثلثين) لتمضي الجلسة بمناقشة بعض الأمور الجانبية وتسمية بعض اللجان النيابية، على أن تعقد (الأربعاء) جلسة جديدة لتسمية مرشح رئاسة الجمهورية. بعد انتهاء الجلسة أعلن خبر تأجيل زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إلى طهران بدعوى من نظيره الإيراني والتي كان مقررا لها اليوم (الأحد) بحجة أحداث الجلسة ومرض رئيس مجلس النواب الإيراني وانتهت الأمور إلى هذا الحد. لكن على الصعيد الآخر وخلف الكواليس كانت هناك تحركات وتوبيخات لبعض من فشل بمهمة تأمين حضور العدد اللازم لإنجاح الجلسة، وماهي الخطوات القادمة التي سيقوم بها التحالف الثلاثي الذي عقد اجتماعا موسعا لمناقشة التداعيات والنتائج ووضع الحلول. من جهة أخرى، كانت هناك اتصالات على مستويات عليا داخل وخارج العراق لحلحلة التعقيدات الحاصلة في المشهد السياسي. وكشفت مصادر مطلعة في بغداد ل«عكاظ» أن نتائج تحركات الساعات الأخيرة تركزت على الاتفاق باستبعاد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد من منصب رئيس الجمهورية، يقابله انسحاب برهم صالح الرئيس الحالي من الترشيح. وأفادت بأن هناك ثلاثة أسماء مرشحة بينها قاض وسفير حالي يكون أحدهم هو الاختيار، إضافة إلى استبعاد جعفر الصدر من الترشيح لمنصب رئيس الوزراء القادم وتكليف شخصية اقتصادية مستقلة مقبولة من جميع الأطراف للمنصب. وعزت إلغاء زيارة الحلبوسي لطهران إلى وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد غدا (الإثنين)، في محاولة لملمة الوضع وألا تتسع حدة الخلافات أكبر بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأطراف الإطار التنسيقي. إيران أعطت موافقتها على المرشح الجديد المستقل لأنه يتواءم مع التوجه الاقتصادي القادم لها في مرحلة ما بعد رفع العقوبات عنها، وبحسب التسريبات فإن الموضوع سيحسم أثناء زيارة شمخاني، وأن جلسة (الأربعاء) ستشهد تمرير رئيس العراق، وسيعلن فيها أيضاً اسم المرشح المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.