يقول شاعرنا الكويتي عبداللطيف البناي «للصبر آخر خلاص عافك الخاطر»، وكأني به يلامس جروح النادي الأهلي المغلوب على أمره من ثلة لا علاقة لها لا بالكرة ولا يمتّون للأهلي بصلة، عاثوا ودمروا وأهانوا كل جماليات هذا الكيان العملاق وأثخنوا جسده طعنا حتى أردوه صريعا يواجه نائبات الزمن، بعد أن تكالبت عليه كل الظروف والمنغصات وبات وحيدا يصارع ويتلقى الطعنات وانتقاص الأعداء الذين تناسوا عمدا منجزات وصولات وبطولات الأهلي ووقفاته مع من كان يحتاج الدعم والوقوف معهم في أزماتهم، وعليهم أن يعوا تماما أن الأهلي سيعود قويا شامخا كما هو العهد به، وما هذه إلا كبوة وسينهض منها سريعا وسيعود المارد الأخضر قريبا، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع يا هؤلاء. نعود مجددا لمحاكاة البناي شعرا بحال الأهلي المطعون بخناجر من لا يريد أن يكون الملكي منافسا ليقول الأهلي له «تذكر يوم صرت انا حديث الناس ومن منّه منك يا أعز الناس»، «واليوم أقدم لك عذر» بعد أن وصل الحال المزري به إلى هذا الحد الذي لا يقبله لا عدو ولا حبيب، ويطالبه ويستجديه «وان كان لي عندك قدر محبتي تقطع من رجاها الياس»، «روح بطريق وانا بطريق خلني على جرحي العتيق». فمن بداية الموسم والمعسكر سيئ الذكر «والكتاب بان من عنوانه» كما يقال، فلا عناصر يشار لها بالبنان، ولا مدرب نستطيع أن نطلق عليه حتى لقب متدرب، وبدأ الموسم بهزائم متتالية حتى من أندية الظل والصاعدة من الدرجة الأولى. معقولة هذا يحدث لبطل الكؤوس؟ نادٍ أنجب عمالقة اللاعبين بدءا من عبدالرزاق أبوداوود وأحمد عيد وحسن مجلجل وعمر راجخان وساعد رزق وعلي عسيري ووحيد جوهر وصمدو وعادل رواس وإبراهيم مريكي وفؤاد رزق وإدريس آدم وأحمد الصغير وأمين دابو ومعتمد خوجلي، والقائمة تطول، نادٍ رأسه الرمز الكبير الأمير عبدالله الفيصل وبندر بن خالد بن عبدالعزيز وعبدالله بن فيصل بن تركي ومحمد عبدالله الفيصل (رحمهم الله) ولا ننسى الرمز الأهلاوي وحبيب الملايين وصانع الأفراح الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز (أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية)، يتولى دفته من لا له علاقة بالرياضة، ويختار لاعبيه ومدربيه منظّر لم يزاول الكرة حتى في حارته، وكانت هذه المحصلة، لا نتائج تستحق ولا هوية توصم بفرقة الرعب وبطل الثلاثية، والطامة الكبرى التعاقدات المحلية هزيلة لفظتهم أنديتهم، والأجنبية متواضعة وعواجيز وعاطلون، فماذا ستكون المحصلة النهائية لكيان كبير صغروه ولا يريدونه أن يكون منافسا؟ الآن وبعد أن وصل الأهلي لهذا الحال، وبعد إقالة هاسي المآسي وتم جلب المهزوم دوما «سيبوولدي»، لم يعد هناك ملجأ للنادي إلا جمهوره، حتى يفوق الأهلي من كبوته وجهوا سهامكم وضغطكم نحو مصدر الحريق؛ الإدارة ومكابراتها ومنح كل الصلاحيات للمدير التنفيذي، وليس إلى أطراف اللهب، وإلا ستظل النار مشتعلة حتى تأكل الأخضر واليابس وتنهي ما تبقى من جمال لون الحياة وبهجتها لجماهيره ومجانينه. خلاص «كفاية عبث» بالأهلي وقهر للجمهور ومكابرة بعدم الإصغاء لآراء العقلاء، ويكفي ما تم اختطافه، وأعيدوا الأهلي لأبنائه. ترنيمة: هذا القرار الأخير واعتبرنا منتهين لا تنتظر لحظة حنين هذا القرار الأخير