لا أرى مشكلة في أن نحتفي بأي منجز وطني بغض النظر أن يكون البطل ناديا أو منتخبا أو فردا، لكن المشكلة في قبولنا وتقبلنا لذلك. هناك من نصبوا لي المشانق حينما تباهيت بمنجز الهلال الآسيوي، واعتبروا ذلك مني خنوعا وتبعية، ولا بأس في ذلك طالما أنني أملك الفرق. وليت الأمر وقف وتوقف عند هذا الاحتجاج، بل هناك من غضب من احتفال هيئة الترفيه، ومن اعتبر لوحة كلنا مع ممثل الوطن في شوارع الرياض تجاوزا. هيئة الترفيه أرى أنها أدت دورا رائعا بذاك الاحتفال، جمعت فيه بين الحسنيين البهجة والريادة، ولكم في الأرقام التي أعلنت خير دليل. وأكاد أجزم لو البطل النصر ستفعل ذلك، فمثل هذه المناسبات الوطنية هي إحدى مهام هيئة الترفيه بل تمثل لها رافداً مهماً في تأكيد دورها في مثل هذه المناسبات الوطنية. يجب أن ندرك أن وطننا اليوم يعيش في مرحلة مختلفة ولا ينبغي أن تربط اليوم بالأمس، فكل مرحلة لها ظروفها. ينبغي أن نوسع مداركنا وأن نخرج من جلباب الأطروحات المتعصبة التي لا تؤثر ولا تثري بقدر ما تجرنا للوراء خطوات في زمن انطلقت فيه عجلة التطور إلى الأمام. ولا يمكن أن أستثني إعلام الهلال من معادلة الرفض والقبول من خلال خطاب إعلامي فيه استنقاص من الأندية واستفزاز جماهيرها، فهذا الخطاب لا ينصف الهلال ولا يقلل من الآخرين بقدر ما يخلق جوا ملبدا بغيوم الإساءات ويكرس للاحتقان في وسط بني على المحبة والنبل. أنتم وأعني بعض إعلام الهلال شوهتم منجزا وطنيا تحت عناوين أدركت معها أن الصغار لا يمكن أن يكبروا. الرياضة فيها من الجماليات ما يفرض علينا أن نكون جزءا من هذا الجمال أو نترك الميدان لمن يعطي كل استحقاق حقة من الجمال. من عمق الأخطاء يلد الصح فلا تكابروا على أخطائكم لتثبتوا أنكم الصح، بل حاولوا أن تصححوه لكي لا تتضخم وتصل مرحلة صعبة ووقتها لن ينفع الندم. أخيراً: لماذا لم تنقل مباراة الأهلي والفيصلي في كرة الطائرة؟ سؤال سهل جداً ف(من) يجيب؟ ومضة: إذا كنت تثق في نفسك حقًا، فلا تزعج الآخرين بالسؤال اليومي «هل تعتقدون أنني قادر على النجاح؟».