الكرة السعودية في الفترة الحالية كانت تحتاج إنجازًا بحجم دوري أبطال آسيا الذي حققه نادي الهلال مؤخرًا، وذلك لأسباب عديدة من أهمها أن الرياضة السعودية في السنوات العشر الأخيرة تراجعت بشكل ملحوظ جدًا، وغابت فيه منتخباتنا وأنديتنا عن تحقيق الألقاب والبطولات الآسيوية وأصبحت الجماهير السعودية متعطشة لأي إنجاز يحقق، فهذا التراجع طال كثيرًا بسبب أن الأجيال السابقة للكرة السعودية حققت عديدًا من البطولات القارية التي سجلت بأحرف من ذهب للكرة السعودية وعاشت معه الرياضة السعودية الكثير من حالات الفرح. كما أن دوري أبطال آسيا أدار ظهره للأندية السعودية كافة منذ آخر إنجاز حققه نادي الاتحاد موسم 2004 وبعدها غابت الأندية السعودية تمامًا عن تحقيق لقب البطولة، لكن الهلال ظل وحيدًا يحاول ويصارع أعتى فرق القارة الآسيوية بحثًا عن هذا المنجز التاريخي، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح وخسر مرتين في النهائي في أعوام 2014 و2017 وخسارته كانت بفعل تدخل عوامل خارجية لا تخفى على أحد. وعلى الرغم من كل هذه الخسائر والإحباطات إلا أن الهلال لم ينكسر أو يتراجع أبدًا لينهض ويعود مجددًا ويحقق لقب دوري أبطال آسيا 2019 بكل جدارة واستحقاق وهو اللقب الذي أعاد الكرة السعودية للواجهة من جديد على مستوى قارة آسيا. ما تحقق هو منجز كبير وغالٍ جدًا لذا كان من الطبيعي أن يحظى الهلال بهذه الفرحة الكبيرة التي أقامتها الهيئة العامة للرياضة وكذلك من هيئة الترفيه ممثلة برئيسها معالي المستشار تركي آل الشيخ. الهلال لم يحقق الإنجاز لناديه بل حققه للوطن فهو يلعب ويمثل المملكة العربية السعودية، وهو يستحق كل فعاليات الأفراح والاحتفالات التي أقيمت له من قبل المسؤولين، ولعل استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لهم هو أكبر احتفاء وتقدير يمكن أن يناله لاعبو الهلال وإدارتهم وكافة منسوبيه. وأجزم لو أن فريقًا سعوديًا آخر حقق هذا اللقب لحظي بمثل ما حظي به لاعبو الهلال من استقبال رسمي وحفاوة كبيرة فشكرًا للهيئة العامة للرياضة ولهيئة الترفيه على الاحتفالية الكبيرة والمشرفة التي أقيمت لبطل دوري أبطال آسيا 2019 وممثل المملكة العربية السعودية في كأس العالم للأندية التي ستقام بالدوحة في شهر ديسمبر. وهي رسالة لجميع الأندية السعودية بأن أي منجز للوطن في المرحلة المقبلة يتحقق منها بحجم إنجاز نادي الهلال سيجد القبول والتقدير والحفاوة من جميعالمسؤولين.