يتراقص العالم اليوم على «الكرنفال» الأولمبي بمختلف أطيافه، في واحدة من أكبر التظاهرات الرياضية تنوعاً على الاطلاق، إذ تتوجه الأنظار لقبلة «الأولمبياد» ليؤدي فيها صفوة الصفوة من الرياضيين «الرياضة»، مستشعرين عظم مسؤوليتهم تجاه بلدانهم.. هنا يتحدث الجميع بلغة «الرياضة»، إذ يدون الفائزون انتصاراتهم فلا عرق يسكبونه سوى عرق الذهب و«البرونز» التي تدغدغ الأعين وتتغزل بها الألسنة، ولا رائحة تفوح منهم سوى رائحة الطموح والاجتهاد في سباق البطولات، يطاردون أمجادهم ويتسابقون مع أحلامهم، وينامون على إنجازاتهم، أما الأقل حظاً فيسهرون على شقائهم، ويدخنون قهرهم، وينادمون حسرتهم، مستأثمين فرصتهم.. الفوز بالميداليات أجمل تحريض للقوة الناعمة، وأطهر تشهير على رؤوس الخلائق، وأعذب أغنية تطرب الآذان. ثقافة الأولمبياد تتجاوز «كرة القدم» التي برعنا فيها على محيطنا العربي، والتي تركنا فيها بصمة واضحة، فطموحاتنا لا ينبغي أن تقف عند أقدامنا، فهناك إنجازات أخرى تنتظرنا ونحن أحق بها من غيرنا، أعين البسطاء تتبلل بالدموع مع كل مغادرة، أجل فإنسان الصحراء لا تنقصه الهمة ولا الطموح. إنَّ ما قامت به وزارة الرياضة مشكورة مؤخراً باستضافات أهم البطولات عالمياً لهو مجهود مثمن للغاية، يبقى قدرة هذه الاستضافات على إلهام الرياضيين ورائدي الأعمال لخوض الغمار وصناعة المنافسة محلياً، ليحظى المجتمع بفرصة تنوع الرياضة بأشكالها. إن دعم المواهب الرياضية ورعايتها يخلق ازدهاراً مدهشاً. تهميش الرياضات المختلفة حتى على المستوى الإعلامي يعاظم من ثمن الضريبة. على الرياضيين واجب يحتم عليهم زكاة أبدانهم تجاه أوطانهم، وهي زكاة مثمنة ومقدرة، فتجارة «الأولمبياد» لن تبور.