* لغتي: أنت واحة خضراء تراها عيناي، تزينها زهور الإبداع المتألقة ويفوح عبقها لينشر أريجه في كل مكان.. * لغتي: تستوقفني ذكريات بدايتك المضيئة وانطلاقتك الخيرة فاعلم ان بدايتك انطلقت من كتاب الله الذي فتح رأب الصدع وجمع الشمل فاستسلمت امواج الحقد على شواطئ الحب فقذفت بالأحقاد بعيداً إلى غير رجعة. * لغتي: أنت كالسندس الأخضر، بل أنت كالعقد المنظوم بلآلىء من ذهب، فأحشاؤك تزخر بالدرر التي لا يعلمها سوى من يغوص داخلك. * لغتي: عندما يهب النسيم عليلاً يداعبك، تفوح منك رائحة المسك العطر لا يشمها سوى من يحبك ويبحث عن خفاياك في بطون المعاجم والكتب.. * لغتي: عند اشراقتك يتراقص كل شيء في الوجود حتى الأشجار تميل هياماً بك ثم تعتدل احتفاءً بمقدمك فكل حرف من حروفك ينبض داخلي وكأنه عرق من عروقي أو شريان من شراييني. * لغتي: أبحث عن أصدقاء فلا أجد غيرك، فحين تشرق شمسك تمحو دياجير الظلام وعندما اطلق نظري في الفضاء لأرى لغة غيرك تستحق الحب والاخاء وعندها اراك تقضين على كل اللغات، يعتريني طرباً ونشوة وفرحاً. * لغتي: أقرأ حروفك وأتمتم بكلماتك فلا أرى غير زهور تملأ قلبي برياحين الحب لك والاحتفاء بك. ولكن يا لغتي.. هناك من يحاول ان يغتالك ويقضي على جمالك فأفٍ ثم أفٍ للناطقين بغيرك من أبناء جلدتنا.. فكم نظرة عاقة صافحت ملامح وجهك وكم صوت تعالى على صوتك وكم لغة فضلت عليك باسم المدنية والتقدم.. ولكن لا يهمك ذلك يا لغتنا الجميلة.. انهضي وارسمي على شفاهك أجمل الأنغام وأعذب الكلمات فأنت الأصل وستظلين شامخة في عيون من حولك إلى الأبد.. ولن يضرك كيد الكائدين أو حديث المرجفين.. فلتدومي لنا لغتنا العربية حرة أبية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.