كذّبت أرقام كوفيد-19 جميع المتفائلين بنهاية قريبة للوباء الذي ارتفع عدد المصابين به فجر الأربعاء إلى 155 مليون نسمة، وعدد المتوفين به إلى 2.24 مليون وفاة. وكالعادة فإن الهند تصدّرت الأرقام السيئة، إذ سجلت أمس 382.315 إصابة جديدة، وقيدت 3780 وفاة إضافية خلال الساعات ال24 الماضية. وقبل أن يفيق الهنود والعالم من هول ارتفاع العدد التراكمي للمصابين في الهند الليل قبل الماضي إلى 20 مليوناً، بدأ العدد يقترب من 21 مليوناً، إذ بلغ نهار الأربعاء 20.67 مليون مصاب. ولم تكن البرازيل -الثالثة عالمياً من حيث عدد الإصابات، والثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات- أقل تردياً في أزمتها الوبائية. فقد سجلت خلال الساعات ال24 الماضية 77.359 حالة جديدة. ومن المناطق الملتهبة التي ينبغي وضع العين على تطوراتها الصحية خلال الأيام القادمة: • فرنسا: الرابعة عالمياً، إذ ارتفع عدد مصابيها بالوباء إلى 5.68 مليون نسمة. • تركيا: أضحت الخامسة عالمياً، لجهة عددِ الإصابات. فقد بلغ العدد التراكمي لحالاتها أمس (الأربعاء) 4.93 مليون إصابة. • روسيا: السادسة عالمياً في كثرة الحالات. فقد ارتفع عدد إصاباتها أمس إلى 4.84 مليون إصابة. وتأتي هذه التطورات المؤسفة على رغم أن عدد جرعات اللقاح المستخدمة ارتفع أمس إلى 1.19 مليار جرعة، في 175 بلداً ومنطقة حول العالم. وزاد الصورة قتامة بالنسبة إلى الهند أمس إعلان المعهد الهندي للعلوم في بنغالور أن الأسابيع القادمة ستشهد تردي الأزمة الوبائية الهندية إلى وهدة أعمق، وقد يصل عدد الوفيات القادمة إلى ضعف المستويات الراهنة. وتوقع علماء المعهد، وفقاً لنموذج رياضي نشر الأربعاء، أن تقع 404 آلاف وفاة إضافية بحلول 11 يونيو القادم، إذا استمر الوضع على وتيرته الحالية. وتوقع نموذج آخر لعلماء معهد الإحصاء والتقويم التابع لجامعة واشنطن حدوث 1.018.879 وفاة بحلول نهاية يوليو المقبل. ورجح العلماء الأمريكيون أنه حتى لو نجحت الهند في تقادي حدوث تلك الأرقام المفزعة، فهي ستعاني أكبر عدد من الوفيات في العالم من جراء كوفيد-19. وعلى صعيد ثانٍ؛ أعلنت شركة فايزر الدوائية العملاقة أنها تتوقع أن تدر عليها مبيعات لقاحها 26 مليار دولار قبيل انتهاء 2021. وذكر رئيسها التنفيذي ألبرت بورلا أمس الأول أنها تعمل على توسيع مظلة لقاحها ليشمل الأطفال من سن الثانية من العمر. كما أنها تعمل على مركب جديد من لقاحها قادر على مواجهة السلالات المتحورة، ويمكن تخزينه بسهولة. وأضاف برولا أن فايزر خصصت 500 مليون دولار للأبحاث والتطوير لإيجاد أدوية لكوفيد-19. وراهن بورلا على أن كوفيد سيصبح وباء محلياً، لكن ذلك سيتطلب اعتياد الشعوب على الخضوع لإبر اللقاح سنوياً لسنوات عدة قادمة. وكشف النقاب عن أن الشركة تجري تجارب على لقاحها حالياً على أطفال تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عاماً. وقال إن فايزر ستتقدم بطلبين إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في سبتمبر القادم للموافقة على استخدام لقاح فايزر-بيونتك على الأطفال من عمر سنتين إلى خمس سنوات، ومن عمر 5 سنوات إلى 11 عاماً. على أن تتقدم بطلب ثالث لفسح اللقاح للأطفال من عمر 6 أشهر إلى سنتين خلال الرابع الرابع من 2021. وتوقع أن تعلن الشركة في يوليو أو مطلع أغسطس 2021 بيانات تجارب سريرية على جرعة تعزيزية ثالثة قادرة على مجابهة السلالات المتحورة المتفشية حالياً، إلى جانب تجربة على تطعيم الحوامل. كشف مدير المركز الإكلنيكي للوبائيات بولاية ميسوري الأمريكية زياد العلي، في دراسة أوجزتها بلومبيرغ أمس، أن فريقه البحثي توصل إلى أن عدداً كبيراً من المتعافين من كوفيد-19 أصيبوا بالسكري، نتيجة معاناتهم من كوفيد-19. وقال إنه بمراجعة دقيقة، وتحليل علمي اكتشف أن كوفيد-19 ليس قاتلاً فحسب للمصابين بالسكري، بل يتسبب في إصابة من لم يكن لهم سابق عهد به. وزاد: استغرق الأمر طويلاً لكي أقتنع بذلك. كان من الصعب عليّ أن أصدّق أن كوفيد يمكن أن يفعل ذلك. ولا يعرف الأطباء سبباً لذلك. لكن بعضهم يعتقدون أن كوفيد يلحق ضرراً بالبنكرياس، الذي ينتج مادة الإنسولين الطبيعية. واكتشف العلماء أنه حتى الأطفال الذين يعانون من الأعراض الخفيفة لكوفيد يصابون أيضاً بمرض السكري بعد تعافيهم من الوباء. وبذلك فإن كوفيد يضيف عدداً كبيراً من المصابين بالسكري إلى نحو 463 مليون نسمة يعانون من السكري المزمن في أرجاء العالم. ويعتقد أن السكري كلّف إنفاقاً وصل إلى 760 مليار دولار خلال السنة التي سبقت اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. دراسة: كوفيد يزيد انتشار وباء السكري !