على رغم تفاقم الأزمة الصحية، وتزايد المخاوف من الموجة الحالية لفايروس كوفيد-19؛ ظلت الدول الكبرى تعلق آمالاً عريضة على أن اللقاح هو السلاح الأوحد الذي بمستطاعه دحر نازلة فايروس كورونا الجديد. وقد ارتفع عدد جرعات اللقاحات المستخدمة أمس إلى 1.11 مليار جرعة، في 174 بلداً. وأعلنت شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية (الجمعة) أنهما تقدمتا بطلب إلى وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي لإقرار استخدام لقاحهما ليشمل تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً. وهي خطوة من شأن الموافقة عليها أن تعيد فتح المدارس المغلقة في معظم أرجاء الاتحاد الأوروبي. وذكرت الشركتان أن طلبهما للاتحاد الأوروبي يقوم على دراسة شملت أكثر من ألفيْ مراهق أكدت فعالية ومأمونية لقاحهما على هذه الشريحة العُمُرية. وعلى رغم أن اللقاحات تقتصر عالمياً على الكبار، باعتبارهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بكوفيد-19، وما قد ينتج عنها؛ إلا أن تلقيح الأطفال يعد مهماً لمساعي دحر الجائحة، خصوصاً أن بعض الدراسات أثبتت أن بمستطاع الأطفال في طور المراهقة إفشاء عدوى الفايروس للآخرين. ويمثل الأطفال نحو 13% من عدد المصابين في الولاياتالمتحدة. وتوفي منهم نحو 268 طفلاً بالفايروس، فيما تم تنويم أكثر من 13500 طفل في المشافي الأمريكية بهذا المرض. وفي سياق متصل؛ أعلن الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك الألمانية الدكتور إيغور شاهين أنه واثق من أن لقاح فايزر-بيونتك فعال ضد السلالة المتحورة من فايروس كورونا الجديد التي تم اكتشافها في الهند. وأوضح أن شركنه اختبرت لقاحها ذا الجرعتين ضد سلالات مزدوجة التحور، شبيهة بالسلالة الهندية، وتوصلت إلى أنه قادر على توفير الحماية المطلوبة من مرض كوفيد-19. «الشهادات الأوروبية».. الشهر القادم قال مسؤولون أوروبيون إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تجربة نظام لإصدار شهادات التطعيم مطلع مايو الجاري، على أن يبلغ النظام أشده بحيث بتم تعميمه بحلول 30 يونيو القادم. وكان البرلمان الأوروبي وافق الخميس على خطط المفوضية الأوروبية بشأن شهادات التطعيم. وسيكون على الدول الأعضاء تطوير تطبيقاتها الإلكترونية الخاصة بنظام الشهادات الإلكترونية بما يلائم ظروف كل منها. وسيتم ربط تلك التطبيقات من خلال بوابة موحدة بحيث يمكن التعرف على الشهادات الصادرة من الدول الأوروبية المختلفة في سائر بلدان الاتحاد. وقال المسؤولون في بروكسل إنه لن يصعب إلكترونيا دمج شهادات الدول غير الأوروبية في النظام المرتقب؛ لكن الأمر يتطلب تشريعاً يقنن الأمر. اللقاح الياباني.. في الطريق أعلن وزير اللقاحات الياباني تارو كونو أمس الأول أن لقاحاً يابانياً ضد وباء كوفيد-19 تقوم بصنعه شركة يابانية قد يتم إقراره قبل انتهاء السنة الحالية. وأوضح كونو أن أربع شركات يابانية تقوم بتطوير لقاحات مانعة للإصابة بالوباء. وأضاف أنه تم إبلاغه بأن إحدى تلك الشركات قد تستوفي جميع الشروط المطلوبة لتتقدم بطلب الموافقة على لقاحها قبل انتهاء 2021. وفي فرنسا، حيث تم اكتشاف إصابات بالسلالة الهندية المتحورة وراثياً؛ أعربت شركة فالنيفا الدوائية الفرنسية أنها تأمل بأن تقوم بدور على المدى الطويل في الحرب الأوروبية على وباء كوفيد-19. وأضافت أنها تأمل بأن يكون لقاح تقوم بتطويره، وستبدأ تجاربه السريرية على متطوعين خلال أيام، قادراً على مواجهة أي سلالات متحورة. ورجحت أن الفايروس قد يتطلب تلقيحاً سنوياً، بسبب تحوراته المتوقعة. ويستخدم لقاح فالنيفا فايروساً كاملاً نافقاً لتحفيز نظام المناعة على مهاجمته من دون أن يتسبب في الإصابة. وتوقعت الشركة الفرنسية أنه في حال نجاح تجاربها السريرية، فقد تتقدم بطلب لإقرار اللقاح الجديد بحلول الخريف القادم. وكانت بريطانيا تعاقدت مع فالنيفا على شراء 190 مليون جرعة من لقاحها في حال نجاحه. وقالت مسؤولة صحية بريطانية إنه في حال نجاح لقاح فالنيفا فسيتم استخدامه لتعزيز مناعة المسنين خلال فصل الشتاء. وتبلغ قيمة التعاقد البريطاني مع فالنيفا 1.7 مليار دولار.