أكدت العالمة البريطانية التي تشرف على الفريق العلمي الذي قام بتطوير لقاح أسترازينيكا بجامعة أكسفورد البروفسور سارة غلبيرت الليل قبل الماضي، أن فريقها يعكف على ابتكار لقاح قادر على تدمير السلالة الجنوب أفريقية من فايروس كورونا الجديد. وأضافت غلبيرت، التي قامت بتصميم اللقاح الإنجليزي، أن النسخة الجديدة من لقاحها لم تكتمل بعد. لكنها ذكرت أن جامعة أكسفورد تشهد حالياً المرحلة الأولى من تصنيع هذه النسخة من اللقاح، وسيتم تمريرها إلى الشركة الصانعة (أسترازينيكا) بعد الاختبارات اللازمة، التي توقعت ألا تستغرق أطول من أشهر الربيع. ورجحت أن يكون اللقاح الجديد متاحاً بحلول خريف 2021. وزادت: من السهل أن نُحدِث المواءمة المطلوبة تكنولوجياً. وهذا اللقاح الجديد لا يتطلب ذلك القدر الموسع من الاختبارات والتجارب التي أجريناها العام الماضي. وكانت حكومة جنوب أفريقيا أعلنت الليل قبل الماضي أنها قررت التوقف عن استخدام نحو مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، بعدما أثبتت التجارب فشله في صدِّ الإصابة بكوفيد-19 من خلال السلالة الفايروسية السائدة في البلاد. ويذكر أن أسترازينيكا كانت قد أعلنت أمس الأول، في بيان، أن لقاحها أظهر فعالية محدودة ضد الأعراض المتوسطة التي تسببها سلالة جنوب أفريقيا. وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» أخيراً إلى أن جميع المشاركين في تجربة أجرتها أسترازينيكا في جنوب أفريقيا، وهم نحو ألفيْ شخص، لم يُتوفّ منهم أحد. ولم تطرأ حاجة إلى تنويم أي منهم بالمستشفى. لكن الشركة قالت إنها لم تتمكن من تحديد مدى نجاعة لقاحها في منع التنويم والوفاة، لأن جميع المشاركين في التجربة بالغون أشدّاء. وقال متحدث باسم الشركة: إننا نعتقد أن لقاحنا يمكن أن يوفر حماية ضد تدهور الأعراض، خصوصاً إذا تم منح الجرعتين خلال فاصل يراوح بين 8 و12 أسبوعاً. وأوضح أن الشركة وعلماء جامعة أكسفورد الذين ابتكروا اللقاح يعملون بلا انقطاع على تطوير جرعة تعزيزية، إذا دعت حاجة إليها، لتكون جاهزة للاستخدام بحلول الخريف. وزاد أن الجرعة الثالثة ستطور بحيث تكون قادرة على تدمير السلالة الجنوب أفريقية. غير أن صحيفة «ديلي ميل» ذكرت أمس الأول أنه على رغم التطمينات التي ينطوي عليها هذا الإعلان من جانب أسترازينيكا، إلا أنه سيعزز الدعوات في مختلف البلدان إلى تشديد القيود على الحدود والمطارات لمنع تفشي هذه السلالة، على الأقل إلى حين إتاحة الجرعة الثالثة، أو تعديل اللقاحات الحالية لتكون قادرة على قتل هذه السلالة. وتجري بريطانيا حالياً فحوصات من بيت إلى بيت في 11 منطقة تم اكتشاف إصابات فيها بالسلالة الجنوبية الأفريقية، على رغم أن المصابين لم يسافروا، ولم يخالطوا قادمين من جنوب أفريقيا. وتقول الخدمة الصحية البريطانية إنها اكتشفت حتى الآن 143 إصابة بهذه السلالة. ويقول العلماء إن لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا الأمريكيين يبدوان أقل نجاعة في تدمير هذه السلالة. لكنهم قالوا إن تجاربهم أكدت أن هذين اللقاحين لا يزالان قادرين على تدميرها، على رغم أنهما أديا إلى إنتاج قدر أقل من الأجسام المضادة لها. وكانت شركة جونسون آند جونسون قالت الأسبوع الماضي إن لقاحها، الذي يعطى في جرعة وحيدة، أثبت فعالية نسبتها 57% على صد عدوى كوفيد-19 في جنوب أفريقيا. واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن ذلك الرقم يمثل إنجازاً كبيراً، لأنها تعتبر أن اللقاح فعال إذا حقق نجاعة بنسبة 50% فقط. وأياً يكن شأن الجرعة الجديدة، سواء أكانت لقاحاً جديداً بالكامل، أم جرعة إضافية ثالثة لمن حصلوا على جرعتي اللقاح الحالي؛ فقد رأى وزير شؤون التطعيم البريطاني ناظم زهاوي أمس أنه على الأرجح سيتعين الحصول على جرعة سنوية من اللقاح المضاد للإصابة بفايروس كوفيد-19. ويعني تصريح زهاوي، الذي أوردته صحيفة «ديلي تلغراف» أمس، أنه سيتعين على البريطانيين، وربما العالم كله، التعايش مع الفايروس مستقبلاً. فهو قد لا يستطيع التفشي بالسرعة التي ينقل بها عدواه حالياً. لكنه سيكون موجوداً، وقادراً على إلحاق الضرر، الذي يمكن أن يصل إلى الوفاة.