علّقت جنوب إفريقيا انطلاق برنامجها للتطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا في ظل المخاوف من عدم فعاليته ضد نسخة كورونا المتحوّرة، في وقت يتوقع أن يجتمع خبراء منظمة الصحة العالمية الاثنين لمناقشة اللقاح الذي يواجه في الأساس شكوكا بشأن فعاليته بالنسبة لمن تتجاوز أعمارهم 65 عاما. وأظهر اختبار أن اللقاح لا يوفر إلا «الحد الأدنى» من الحماية ضد الإصابات الخفيفة إلى المتوسطة بكوفيد-19 الناجمة عن النسخة المتحوّرة التي اكتُشفت أول مرة في جنوب إفريقيا. وكان من المقرر أن تبدأ الدولة الأكثر تضررا بالوباء في إفريقيا حملتها في الأيام الأخيرة باستخدام مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا لكن الحكومة قررت تعليق البرنامج في ضوء نتائج اختبارات أجرتها جامعة فيتاترسراند في جوهانسبرغ. وقال وزير الصحة الجنوب إفريقي زويلي مكيزي في تصريح للصحافيين خلال مؤتمر عبر الفيديو «إن التريث في التلقيح بواسطة لقاح أسترازينيكا هو مؤقت بانتظار تبيان هذه المسائل». وأوضح أن جرعات لقاح أسترازينيكا المخصصة لجنوب إفريقيا والبالغ عددها الإجمالي 1,5 مليون والتي تنتهي مدة صلاحيتها في إبريل ستُحفظ بانتظار توجيهات الخبراء العلميين بشأنها. بدورها، أفادت أسترازينيكا، التي طوّرت اللقاح بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، فرانس برس «نعتقد أنه لا يزال بإمكان لقاحنا الوقاية من المرض الشديد». وأفاد ناطق باسم الشركة أن الباحثين يعملون على تطوير اللقاح ليكون قادرا على الوقاية من النسخة المتحورة جنوب الإفريقية، التي تتفشى سريعا في أنحاء العالم. ومن المقرر أن تجتمع لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية الاثنين في جنيف لمناقشة اللقاح، الذي يشكّل جزءا أساسيا من مبادرة كوفاكس العالمية لإطلاق اللقاحات والتي تشمل نحو 145 بلدا، معظمها دول منخفضة أو منخفضة إلى متوسطة الدخل. وهناك 140 مليون لقاح أسترازينيكا ضمن جرعات كوفاكس الأولية البالغ عددها 337,2 مليون، إذ لا يحتاج تخزينها إلى درجات الحرارة المنخفضة للغاية التي يحتاجها لقاحا فايزر وموديرنا. وأودى وباء كوفيد بأكثر من 2,3 مليون شخص حول العالم من بين نحو 106 ملايين إصابة معلنة. وعلى الرغم من انتكاسة أسترازينيكا إلا أن وتيرة إطلاق اللقاحات تزداد في دول أخرى. وأعلنت السلطات المجرية الأحد أنها رخّصت استخدام لقاح «سبوتنيك-في» الروسي، بينما باتت كمبوديا آخر دولة تحصل على شحنة من لقاح «سينوفارم» الصيني إذ تلقّت 600 ألف جرعة. وفي الولاياتالمتحدة، التي تعد البلد الأكثر تضررا جرّاء الوباء في العالم، تجري جهود لتسريع برنامج التطعيم الذي واجه صعوبات لوجستية وأخرى تتعلّق بالإمدادات. أما فينيسيا، فعاشت مزيجا من الكآبة والتفاؤل مع انطلاق مهرجانها السنوي لكن باحتفالات أصغر بكثير من العادة.