أبدى أمين دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري استياءه لعدم الاهتمام بمكتبة عبدالله بن العباس، فيما أشار إلى أنه زار بالمثل قصر شبرا التاريخي ولم يترك القصر في نفسه أثراً، لغياب المحتوى المثري والمؤثر فيه للزائر، ودعا إلى أن تكون مرجعية محتوى سوق عكاظ تابعة لمركز تاريخ الطائف. جاء ذلك خلال تدشين جامعة الطائف ليلة أمس مركز تاريخ الطائف، بالتعاون مع الدارة، وكانت الحلقة النقاشية الأولى لتوثيق تاريخ المحافظة، بحضور محافظ الطائف سعد بن مقبل الميموني ورئيس الجامعة الدكتور يوسف عسيري ووكلائها، ونخبة من المؤرخين والمثقفين، وكشف السماري احتفاظ الدارة بتاريخ يوثق بدايات الموسيقار طارق عبدالحكيم، حاثاً الجميع على العمل الجماعي لتوثيق تاريخ مدينة الورد في شتى المجالات التراثية والاجتماعية والسياسية والفنية والزراعية، وأن يكون مكتوباً بشكل متحوّل بصرياً ورقمياً، مثنيا على دور الجامعة في احتضان المركز ودعمه مالياً وبشرياً، ومشيداً بهذه الخطوة التي يفترض أن تحتذي بها جميع الجامعات الأخرى. ومن جهته قال رئيس جامعة الطائف الدكتور يوسف عسيري إن هذا اليوم يوم تاريخي لوضع أولى بذرات هذا المركز الذي تحتضنه الجامعة بالتعاون مع المحافظة ودارة الملك عبدالعزيز، واصفاً هذا التعاون بالفريد من نوعه على مستوى المملكة لأن جميع مراكز التاريخ تتبع للدارة بينما هذا المركز التاريخي يتبع للجامعة، مما سيثري خطوات التوثيق تعليمياً وبحثياً ليكون أنموذجاً يحتذى به. وأكدت ل«عكاظ» المشرفة على مركز تاريخ الطائف لطيفة بنت مطلق العدواني أن المركز سيخدم تاريخ منطقة الحجاز عامة ومدينة الطائف خاصة، وأكدت أن هذا المشروع الثقافي التاريخي سيمثل معلماً ومنبراً وطنياً على مستوى المملكة العربية السعودية، وواجهة حضارية مشرقة لها، وهو دليل على ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده من اهتمام ورعاية بالتاريخ في جميع مناطق المملكة، وسيعمل مركز تاريخ الطائف الذي أنشأته جامعة الطائف في رحابها بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز في تنفيذ البرامج التاريخية المتنوعة والعلمية والثقافية التي من شأنها خدمة ورفعة تاريخ وحضارة المنطقة، ونوهت بجهود مسؤولي دارة الملك عبدالعزيز في هذا المجال الوطني. وأضافت العدواني أنهم سيعملون على استقطاب جميع من كتب عن الطائف من رسائل علمية وكتب وتقارير وثقت لتاريخ المحافظة لنشرها ودعم الباحثين للكتابة عن جميع جوانب تاريخ الطائف التي تستحق، والاهتمام بكل المتخصصين والفاعلين في هذا المجال مادياً ومعنوياً على حيّزٍ واسع وكبير، مشيرة إلى أنهم سيفتحون الندوات واللقاءات الثقافية لإثراء المحتوى وتجويده، وأشادت بدعم دارة الملك عبدالعزيز لرفد المركز بالوثائق وتخصيص موقع لحفظها، ومن الخطوات التي ميّزت انطلاقة الحلقة النقاشية الأولى اهتمام رئيس الجامعة لتكون نشأة المركز داخل قصر الملك سعود بالجامعة، وهو المكان الذي كان فيه للملك فيصل والملك عبدالعزيز والأمراء ذكريات خالدة وجميلة، مشيرة إلى أن الطائف تحظى بإرث حضاري وتاريخي كبير يستحق الاهتمام، وسيكون لتاريخ المرأة الطائفية من خلال هذا المركز توثيق شفوي ورقمي. وعن الشراكة مع سوق عكاظ أكدت العدواني أن السوق شريك فاعل وقوي وسيعمل في محاولة وضع الأسس لإمداد السوق بكل ما يحتاجه من معلومات تاريخية موثّقة في الجانب المشرف لتاريخنا الوطني بكل عصوره. وحظيت الحلقة النقاشية بنحو 20 مقترحاً، وكانت البداية لرئيس النادي الأدبي عطالله الجعيد الذي طالب بالتركيز على كتابة التاريخ كما هو بصدق، وطالب مناحي القثامي بالاعتماد على الباحثين المتخصصين، واستقطاب ما كتبه المستشرقون. وطالب يوسف الثقفي بضرورة وجود إعلام مواز لخطوات التوثيق، ولفت مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي لأهمية تكاتف الجهات وإسقاط الأنا، وتوثيق ما لم يوثق، وتساءل علي خضر الثبيتي عن التوثيق هل سيكون محصوراً للمحافظة فقط أم على مستوى المساحة الجغرافية التابعة لها. وفي نهاية النقاش أعلن رئيس جامعة الطائف يوسف عسيري اعتماد مبادرتين لانطلاقة باكورة أعمال المركز بتخصيص جزء في مكتبة الجامعة لكل ما يتعلق بتاريخ الطائف ويكون تابعاً للمركز، والمبادرة الأخرى الموافقة على توثيق المسألة اللغوية في الطائف واللهجات على مستوى الشعر والسرد.