أثارت "الخطوط الحمراء" فتيل النقاش بين الحضور والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، عندما تساءل الكاتب خالد قماش قائلا: عند كتابة التاريخ هل هناك خطوط حمراء أمام الدارة وهي المؤسسة الرسمية المعنية بالتاريخ؟ مشيرا إلى أن التاريخ الذي توضع له خطوط حمراء تاريخ أعرج. ليرد السماري: إن هناك خطوطا حمراء أمام كل معلومة تربك المجتمع، مشيرا إلى أن المعلومات التاريخية لا تلغى ولا تنحاز، وإنما التحفظ يكون على نشرها. وأسهب السماري في ليلة إطلاق مركز تاريخ الطائف، في إيضاح موقف الدارة من بعض المعلومات التي ينبغي ألا تنشر، مشيرا إلى أنه ليس كل معلومة حقيقة، وليس كل معلومة تنشر، خاصة إذا كان في نشرها إساءة للآخرين أو تثير الإرباك. وكان السماري قد أعلن عن إطلاق مركز الطائف التاريخي ليكون المركز الثالث الذي تطلقه الدارة بعد مركزي تاريخ مكة وتاريخ المدينة، مشيرا إلى تدشين 3 مراكز في الدمام والأحساء وجدة قريبا. واستعرض السماري استرتيجية الدارة في حفظ تاريخ المناطق والمحافظات من خلال هذه المراكز التي ستكون عونا للباحثين في التوثيق والحصول على المعلومات التاريخية وحفظ تاريخ المدن، حسب تعبيره. وقال إن مركز تاريخ الطائف سيكون بشكل موقت في مقر محافظة الطائف وسوف يستقبل الباحثين والباحثات خلال شهرين، مشيرا إلى أن المقر الدائم للمركز سيكون في قصر الكاتب التاريخي. وعن دور المركز في النشر، قال إن المؤلفات التاريخية التي يتبناها المركز ذات معايير خاصة، أما المؤلفات التي يريد أصحابها نشرها على حسابهم، فتراجعها الدارة وتبدي ملاحظاتها لكي يستفيد منها المؤلف. وكشف السماري عن بدء العمل في مشروع كبير تم التخطيط له يعنى بتوثيق الحياة الاجتماعية في المملكة، ومشروع آخر عن توثيق التاريخ العسكري. إلى ذلك، أشاد السماري بجهود المؤرخين حماد السالمي والدكتور عايض الزهراني في إنشاء مركز تاريخ الطائف وحرصهما على أن يكون هناك مركز لتاريخ محافظة ذات تاريخ عتيق منذ العصر الجاهلي. وطالب السماري المؤرخين والباحثين بضرورة دعم المركز قائلا: أنتم من سيضع أطر تاريخ الطائف، فالمركز إداري وليس فيه باحثون سواكم، فهو يساعد الباحثين والأكاديميين على البحث وفقا للمنهجية العملية، ووعد بتنفيذ عدد من ورش العمل للباحثين للوصول إلى بعض الحقائق التاريخية المختلف حولها من قبل بعض الباحثين.