تلقيت دعوة مشكورة من معالي الدكتور فهد السماري مدير دارة الملك عبدالعزيز للمشاركة في ندوة اطلس غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تبنى معاليه تحديد مواقع هذه الغزوات من قبل الباحثين والمختصين وسوف اشارك بعونه تعالى عن تحديد موقع غزوة حنين تلبية لدعوة معالي مدير الدارة يوم الاربعاء 21/4/1433ه في الندوة التي تقام بمركز الدارة بمكة المكرمة خدمة لتاريخنا الإسلامي حيث كثر الكلام عن تحديد موقع غزوة حنين في أماكن بعيدة عن الموقع الحقيقي حسب آراء ساذجة تعتمد على عدم التوثيق فيها التيه والتخريص وعدم المصداقية في الطرح كما حصل في تحديد موقع سوق عكاظ المشهور بمحاولة نقله إلى مكان بعيد عن موقعه الحقيقي وبعد ايراد الحقائق وفق المراجع حسم الأمر لمصلحة الحق وموقع غزوة حنين ايضاً معروف ومؤكد كما ورد في بحثي ولا يمكن تجاهل حقائق التاريخ وهذا الموقع بين الزيمة والشرائع القديمة والدليل موجود في البحث ولا نريد الا اثبات الحق وحفظ تاريخنا من عبث العابثين بتراث الأمة وهنا أشيد واثمن جهود دارة الملك عبدالعزيز على جهود الدارة على اعادة صياغة تاريخ بلادنا وتوثيقه من جديد وهذا يحسب لمدير الدارة الرجل المؤرخ والمتحمس لفعل كل رصد مفيد يسجل على أسس علمية لا تخالف منهج التوثيق المتعارف عليه حيث تجد الدارة الدعم من رئيس مجلس الدارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرجل المحب للتاريخ وقد انجزت الدارة مشاريع تاريخية سابقة تستحق الاشادة والشكر ومن باب الانصاف نقول ان انجازات الدارة التاريخية قد حددت لها المكانة الأولى بتفوق واضح على مراكز البحوث الأخرى في الجامعات السعودية وجمعية التاريخ وغيرها ونحمد الله على هذه الأعمال التي تبقى إرثاً محفوظاً وباقياً لأن التاريخ يمثل مسار الأمة ضمن مسيرتها في الماضي والحاضر لذلك يجب ربط حلقات هذا التاريخ بشكل منهجي من استكمال النواقص وتصحيح ما يرافقه من اخطاء تشوه هذا التاريخ وهذه مسؤولية رجال التاريخ الواعين لان بعد رحيل عمالقة البحث التاريخي الرواد امثال الجاسر والانصاري والسباعي وابن خميس وغيرهم والآن من حقنا القول اين دور أقسام التاريخ في الجامعات السعودية ولكن نجد من دارة الملك عبدالعزيز الآن في هذا المجال أعمالاً كبيرة تسد عجز الآخرين وخاصة العمل على اصدار أطالس تاريخية خاصة مشروع أطلس غزوات الرسول صل الله عليه وسلم بتحديد الأماكن وهو مشروع كبير وهام يعطي مؤشراً على الاهتمام بسجلنا التاريخي وجمعه وفق المعطى البحثي المتعارف عليه وهذا ما سعى إليه معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز بفطنة وغيرة المؤرخ الحقيقي ولعل هذه الحلقة النقاشية عن تحديد موقع غزوة حنين تثمر عن توصيات ترفد تاريخنا بمزيد من الوضوح والحقائق المسلم بها لتأكيد مكانة رجال التاريخ في بلدي انهم حماة حمى موروث الأمة الإسلامية قاطبة ونؤطر هذا التاريخ بذاكرة تسير وفق المسار الصحيح وفق الله الجميع إلى الصدق والمصداقية .