لا تمر ليلة اليوم الأول من أي فصل دراسي دون استنفار غير مسبوق في كل منزل لتلبية الحوائج وتجهيز المستلزمات، ووسط مخاض استعدادات اليوم الدراسي الأول، يسود في المنازل شعور بالرهبة والتأهب والحذر في بعض الأحيان. وتغلب على استعدادات ليلة اليوم الأول، تجهيزات عدة على مستوى الطلاب وأولياء الأمور من شراء الأدوات المدرسية وإعداد الأطقم والنوم مبكراً هرباً من سهر الإجازات، كل ذلك وأكثر غيّبته ظروف الجائحة اليوم وآثارها التي فرضت «التعليم عن بعد». والنموذج اليومي في المنازل قبيل بدء الفصل الدراسي بات مختلفاً تماماً مع نظام «الأونلاين»، حيث هدوء أكثر يسود أرجاء المنزل، فالخروج لشراء المستلزمات لم يعد ضرورة حتمية، بل حتى توجهات التبضع اختلفت من أدوات القرطاسية إلى أجهزة المحمول والكمبيوترات، تكيفاً مع ظروف التعلم عن بعد. واستنفار النوم المبكر اختلف مع تغيّر أوقات الدراسة، إذ يبدأ طلاب المرحلة الابتدائية يومهم الدراسي عند الساعة الثالثة عصراً، فيما يبدأ طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية يومهم عند التاسعة صباحاً، ما حتم تغيراً في توقيت الذهاب إلى النوم. وفي نموذج متطرف بعض الشيء، لم يعد بعض الأهالي يميزون بين أيام الدراسة وأيام العطلة، في وقت أصبح التنقل والحركة خارج المنزل أقل بكثير من السابق نظرا لتداعيات الجائحة. ومع بدء العودة للمدارس، عادة ما تنتعش الأسواق التي تشهد إقبالا على شراء اللوازم المدرسية الجديدة للطلبة، إلا أن شيئا من هذا المفهوم تغير بعد وباء كورونا، حيث انتفت الحاجة لبعض المستلزمات الرئيسية مثل الحقائب والأزياء والأحذية، فيما صعدت أسهم منتجات جديدة لا يمكن ممارسة التعليم عن بعد دونها، متمثلة في الأجهزة الحديثة والكمبيوترات.