يعاني العديد من الطلاب من مشكلة التأقلم مع متطلبات اليوم الدراسي بعد العودة إلى المدارس عقب فترة إجازة طويلة قضوا أغلبها في السهر لساعات متأخرة والاستيقاظ بعد الظهيرة. ويفتقد بعض الطلاب التهيئة النفسية التي تجعلهم يبدؤون عامهم الدراسي الجديد بهمة عالية تدفعهم لتخطي ما كانوا عليه في الإجازة والبدء في التعود تدريجيا على ظروف وطقوس الأجواء الدراسية كالنهوض في الصباح باكرا وعدم النوم في النهار وذلك فضلاً عن الاستعداد المبكر للدراسة باستكمال مستلزمات العام الجديد من الأدوات المدرسية المختلفة. مرحله انتقالية الإجازة الصيفية تختلف تماما عن الأيام الدراسية حيث يحاول الأبناء فيها التحرر من نظام النوم المبكر والاستيقاظ صباحا بحكم أن ليس هناك شيء يجبرهم على ذلك بعد الانتهاء من آخر اختبار في جدول الامتحانات النهائية، وذلك بخلاف اليوم الدراسي الذي يكون منظما ويستدعي فيه الأمر النوم المبكر والنهوض كل صباح والاستذكار طيلة الأيام الدراسية، ولكن عندما يعود الأبناء لهذه الأجواء فإنهم يحتاجون إلى الاستعداد والتهيئة النفسية التي تمكنهم من العودة إلى اليوم المنظم بكل فعالية ونشاط. ويؤكد مدير عام التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس أن المعلم والمدرسة لهما دور كبير وإيجابي في عملية التحول من الإجازة التي كان أكثرها راحة إلى الأيام الدراسية بتميز وفاعلية. وفي نفس الوقت فإنه من المفترض أن كل معلم هو أب لأبنائه الطلاب وأن يشعر الطالب بأن كل ما يجده في المنزل سوف يجده في المدرسة لتحقيق التهيئة للطالب مع بداية العام الدراسي الجديد. ويقول المواطن سعد العمري إننا نحاول تهيئة الأبناء لاستقبال العام الجديد وترتيب وقتهم اليومي وتغيير وقت النوم الذي يعاني من عدم انتظامه الكثير من الأبناء أثناء الإجازة بسبب السهر في الليل والنوم بالنهار, مشيرا إلى أنه يجب على الأب أن يبدأ في تعويد أولاده على النهوض في الصباح الباكر قبل بداية الدراسة بوقت كاف كأن يصحبهم مثلاً إلى إحدى الحدائق القريبة من المنزل, كي يتعودوا على النهوض صباحا وأيضا لكي يناموا بالليل استعدادا للأيام الدراسية. وقال الطالب فهد الشهري (أحد طلاب المرحلة الثانوية في الدمام) إننا نحاول خلال هذه الأيام النهوض مبكرا في الصباح والنوم في الليل حتى نتأقلم مع أيام الدراسة بسبب قلة النوم في الليل والسهر خلال الإجازة الصيفية التي كان فيها وقتنا ينقصه الترتيب والتنظيم ولكنه حان الوقت لكي نغير من جدولنا اليومي حتى يكون العام الجديد عنوانه التفاؤل والنشاط. وتقول طالبة المرحلة المتوسطة فاطمة القحطاني إن جدولنا اليومي في الإجازة لم يتغير كثيرا عن جدول أيام الدراسة حيث كنا في الإجازة ننام في الليل مبكرا ونستيقظ في الصباح مبكراً بشكل مستمر, والسبب في ذلك أن والدنا كان يحاول أن نقضي وقتنا في النهار خارج المنزل. وأضافت إن هذا الأسلوب في قضاء إجازة الصيف جعلنا لا نفكر في الاستعداد النفسي أكثر من الاستعداد بالأدوات المدرسية وزيارة المكتبات لاقتناء كل ما يتعلق بالعام الجديد من أدوات ومستلزمات مدرسية. كلنا مسؤولون لكل مهمة أو عمل يكون هناك مسؤول يساعد على نجاحها أو فشلها، وعودة الطلاب إلى مدارسهم بشكل فاعل ومميز تعود إلى مسؤولين تختلف درجاتهم وترتيبهم في تحمل المسؤولية بالطريقة الناجحة. ويقول الدكتور المديرس كلنا مسؤولون, ولكن في إدارة التربية والتعليم هناك خطة من فترة طويلة تبدأ من نهاية العام حتى بداية العام الدراسي الجديد لكي نرصد إيجابيات وطرق التحسين حيث إن الأسبوع الماضي خصص للزيارات الميدانية للتأكد من أن الخطة وضعت موضع التنفيذ, مشيرا إلى أن التهيئة النفسية تكون بداية من المنزل بالتعاون مع المدرسة وهي علاقة تكاملية فعندما تتضافر الجهود في المنزل والمدرسة في هذا الجانب فإننا سوف نصل إلى ما نصبو إليه في تهيئة الطلاب. وأوضح مساعد مديرعام التربية والتعليم للبنين للشؤون التعليمية محمود الديري أن تزامن بداية العام الدراسي الجديد مع مناسبة اليوم الوطني الغالي علينا جميعاً يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر الفرح والبهجة في الأسبوع الأول وهذا يساعد كثيراً على تهيئة الطالب نفسياً. وأشار إلى أن هناك العديد من الأنشطة التي تتم خلال الأيام الأولى من بداية العام الدراسي وباقي الأيام الدراسية الأخرى التي تعزز التواصل مع أولياء أمور الطلاب خلال العام لعمل متابعة جيدة للطلاب في كافة نواحي العملية التعليمية. ضروريات (حقيبة، قلم، كراسة، دفتر... إلخ) كلها أدوات مدرسية يحتاجها الطلاب مع بداية كل عام دراسي جديد, حيث يطالب الأبناء الآباء بتوفيرها دون نقاش أو جدال فلا يبقى أمام الآباء إلا التوجه إلى المكتبات العامة التي تتخصص في توفير هذه المستلزمات والأدوات المدرسية لتوفيرها مبكرا. يقول المواطن سالم اليامي بدأنا في تلبية طلبات أبنائنا بشراء مستلزمات المدرسة منذ أسبوعين وتوفير كل ما يحتاجونه أثناء عامهم الجديد ومازلنا ننتظر الطلبات فبعد مباشرة الأبناء في المدرسة تجد طلبات ونعلم أنها ليست الطلبات الأخيرة فالطلبات تمتد إلى نهاية العام. ويرى المواطن محمد العبدالله أن مستلزمات المدرسة شيء ضروري ولا بد من توفيرها للطلاب قبل كل عام حيث إن توفير طلباتهم دون تأخير يجعل لديهم الدافع الكبير لخوض هذا العام الدراسي بمعنويات مرتفعة، وبدء شرائها في الإجازة يكون نوعا من التهيئة النفسية للعودة إلى المدارس، وقال سعينا لشراء المستلزمات المدرسية منذ وقت مبكر حتى نتفادى أيضاً الازدحام الشديد الذي يطرأ على المكتبات في الأيام الأخيرة قبل بدء الدراسة.