يعاني أولياء الأمور من صعوبة تنظيم أوقات نوم أبنائهم وخاصة مع بدء العام الدراسي حيث أصبح الجدول اليومي لهم سهرا طوال الليل ونوما أثناء النهار ولم يتبق سوى أيام قليلة ويبدأ مشوار الركض الدراسي والحاجة إلى تنظيم الوقت. فتقول ولية الأمر منى محمد اعتدنا على هذا النمط طوال الأعوام الماضية وفي جميع المنازل تقريبا وهذه عادة لانستطيع تغييرها بحكم الإجازة فنترك لأبنائنا الحرية في أن يقضوها كيفما يشاؤون, ونعاني أول اسبوع من بدء العام الدراسي حيث يصعب إيقاظهم ولكن سرعان ما ينتهي هذا الأمر مع اليوم الثالث للدراسة. وتضيف "يمكن السيطرة على صغار العمر من أبنائنا والتحكم في وقت نومهم, لكن يختلف الوضع مع من هم في سن المراهقة". أما فهد الصالح أحد المعلمين فيقول "تساعد الإجازة الطلاب على قضائها والإستمتاع بها بكل شي سواءا كان مفيدا أم لا ومن سلبياتها عدم انتظام النوم وخاصة الأيام الأخيرة منها والاعتكاف على الأجهزة الالكترونية وبما تحويه من ملهيات ومسليات وربما بمايضر أخلاقهم وسلوكهم لكن على الأهل أن يكونوا أكثر ذكاءا ويتعاملوا مع الإجازة بمايفيد أبنائهم ومساعدتهم بقضاءها بماهو مفيد وممتع وتهيئتهم قبيل انتهائها لإستقبال العام الجديد بنشاط وحيوية وروح متفائلة وربما تصعب بداية العام الدراسي على الأطفال بحكم صغر سنهم وعدم مقدرتهم على السهر أو مواصلة اليوم دون نوم كالكبار فلذا يجب التركيز عليهم. بدوره، أكد إمام وخطيب جامع الثاني ومشرف الإدارة المدرسية بالاحساء احمد البوعلي ل"اليوم" أهمية الإستعداد النفسي للطلاب وخاصة المستجدين من قبل الأسرة والمعلمين في بداية العام الدراسي فهي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة التي من سماتها الراحة والتراخي والسهر إلى مرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسئولية والتزام واستيقاظ مبكر ولكل مرحلة لها خصوصيتها, وأن شراء مستلزمات الدراسة المكتبية غير كاف لتهيئة الأبناء, فالطالب يحتاج إلى توجيه تربوي ونفسي من خلال الجلوس معه وإدخاله في الجو الدراسي بشكل متدرج وغرس القيم والأخلاق في نفوس الطلاب لكي يكون لديهم هدفا في المستقبل لما سيصبحون عليه مستقبلا. وأضاف بوعلي أن على المدرسة استنفار الجميع والوقوف مع الطلاب المستجدين تحديدا في أول يوم مرحبين ومهللين بالطلاب يصافحونهم بإبتسامة رضية وهذا يساعد الطالب على تكوين اتجاهات نفسية ايجابية نحو المدرسة والمرحلة الدراسية الجديدة التي يدرس بها، وذلك من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال سرد القصص المشوقة عن المدرسة والحديث عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، وبإلحاقهم بمدارس بها اخوة أو أصحاب أو أقرباء ليكونوا أكثر أمانا وطمأنينة.أما رئيس الاستشارات الأسرية بمركز التنمية الأسرية تركي الخليفة فأكد على ضرورة التحفيز النفسي للطلاب قبل ثلاثة أيام من الدراسة حيث يتم ايقاظ الأطفال في الصباح الباكر للذهاب في نزهة أو إلى مكان يحبونه حتى يأتوا في المساء ويشعروا بالنعاس مبكرا وهذا يساعدهم في الاستيقاظ باكرا في أيام الدراسة إضافة إلى ربط الصباح بماهو جميل من غير ترهيب, كما يمكن إشراك الطلاب بشراء المستلزمات الدراسية حتى يتشجع الطفل للذهاب للمدرسة ومعه جميع مستلزماته.